عندما استوقفت سيارتي لأداء صلاة العشاء يوم الأربعاء الموافق 5/6/1431ه بجوار أحد المساجد الشامخة في حي النخيل بالرياض، كم تمنيت أن أكون أديباً، أو كاتباً؛ لكي أسطر وأعبر عما رأيته، ولكنني على ثقة تامة بأنني سأكون عاجزاً عن التعبير عما بداخلي، فلقد وجدت إن هذا المسجد قد أقيم في ركن من أركان أحد القصور السكنية، حيث اقتطع صاحب هذا القصر - وفقه الله تعالى وأجزل له الأجر والمثوبة - أفضل وأميز زوايا أرضه لإقامة هذا المسجد، وما أن دخلته حتى وجدته عامراً بالمصلين من قبل وقت الأذان، كما شدني العناية والاهتمام الفائق بالمسجد، داخله وخارجه، وأصبحت في لهفة وشوق لمعرفة صاحب هذا القصر، وما أن أديت صلاة تحية المسجد، حتى دار حوار بيني وبين أحد العاملين فيه، الذي اخبرني ان من اسأل عنه هو سمو الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن محمد، رعاه الله ووفقه لكل خير. وأضاف أن المسجد دائماً عامر بالمصلين، وخاصة صلاة الجمعة، فلقد أنزل الله فيه الخير والبركة، فرغم صغر مساحته مقارنة بالجوامع إلا أنه يستوعب أعداد المصلين، كما قدم لي دعوة لتناول طعام العشاء بعد الصلاة على مائدة سموه، حيث اعتاد الناس اسبوعياً على لقاء سموه الكريم والاستماع لهم، وقضاء حوائجهم، ومن ثم تناول طعام العشاء على مائدته السخية، وكم تمنيت ان ظروفي كانت تسمح للتشرف بلقاء أبا سلمان والتعرف إلى من أصبح له مكانة في قلبي لا يعلمها، ولكن يعلمها ربي، إلا انني ألتمس منه العذر وأقول له مخاطباً: إن الإنسان يقف مبهوراً وفخوراً حينما يرى مثل هذه المواقف العظيمة، من رجل أعطى وأعطى، وضرب أروع المثل والقيم، فلقد اختارك الله سبحانه وتعالى يا أبا سلمان لخدمة الدين وصنع المعروف، وميزك بطيبة النفس، وزادك سمواً وارتفاعاً، وهذا من نعم الله سبحانه على أي أمة من الأمم، أن يرزقها ولاة أمر صالحين، يجعلون خدمة الدين والبلاد والعباد في مقدمة أولوياتهم، فهنيئاً لكم، وبارك الله فيكم، وأجزل لكم الأجر والمثوبة، ورزقكم بالذرية الصالحة، وبنى لكم قصراً في الجنة، وأسعدكم في الدنيا والآخرة.. إنه سميع مجيب.