ثار جدل حول الجدوى من تكثيف ونشر الزراعة العضوية فلفت الأنظار ما تمت الإشارة إليه عبر تقرير دولي الذي تناول جوانب عديدة فقد ذكرت مراجعة بحثية نشرت نتائجها حديثا حيث " إن المستهلكين الذين يفضلون شراء الأغذية العضوية غالبا ما يعتقدون أنهم يحافظون على صحتهم لكن لا يوجد دليل قوي حتى الآن على أن تلك الأغذية لها فوائد صحية متعلقة بالتغذية " ولمتابعة ذلك الموضوع المثير للجدل رأت الصفحة طرح وجهات نظر حيث يرى المدافعون عنها بأنه "تعد الزراعة العضوية أحد المحاور الرئيسية للتنمية الزراعية المستدامة، وهي الزراعة الطبيعية النظيفة التي مارسها الإنسان منذ القدم، والتي كانت تعتمد على الدورة الحياتية للكائنات الحية الموجودة عليها، حيث كان يتم تسميد الأرض من خلال ما يلقى عليها من فضلات ومخلفات الإنسان والحيوان ومن تحلل ما يبقى عليها من أجساد الحيوانات النافقة والنباتات التي نمت ولم يستخدمها الإنسان، كما كان يتم ري الأراضي من مياه طبيعية نظيفة وغير ملوثة سواء من الأنهار المحملة من منابعها بالعناصر الطبيعية أو مياه الأمطار والآبار والعيون، وكانت الأرض تغل محاصيلها لعدة سنوات وعندما ينضب إنتاجها ويقفر يتجه الإنسان إلى أرض جديدة ليزرعها، واستمرت الأساليب المستخدمة في الزراعة طبيعية وعضوية حتى زمن ليس ببعيد".. وهنا عاد المعارضون إلى انه خلصت المراجعة التي أجراها باحثون مع جامعة لندن للصحة العامة وطب المناطق الاستوائية في بريطانيا إلى "أن عددا صغيرا مخيبا للآمال من الدراسات المصممة على نحو جيد بحث الفوائد الصحية المحتملة للأغذية العضوية مقارنة بنظيرتها التقليدية وفشلت أغلب الدراسات عن مضادات الأكسدة في العثور على اختلافات بين الأغذية العضوية والتقليدية. وتضيف المراجعة التي نشرت في الدورية الأمريكية للتغذية السريرية إلى النتائج التي نشرها نفس الفريق البحثي العام الماضي (رويترز) وأظهرت هذه التجارب عدم وجود دليل على أن الغذاء العضوي يعزز نشاط مضادات الأكسدة لكن الدراسات كانت محدودة المدى جدا كما كانت صغيرة جدا حيث ضمت اكبر دراسة 43 شخصا ولم تستمر سوى أسابيع قليلة ومن بين الدراسات الست الأخرى وجدت واحدة علاقة بين الأغذية العضوية وانخفاض خطر الإصابة بحساسية الاكزيما الجلدية بين قرابة 2800 طفل هولندي لا تزيد أعمارهم عل» عامين " وبدوره أوضح (للرياض) الدكتور عبدالله بن ثنيان الثنيان خبير الاقتصاد الزراعي ومدير عام الشركة العربية لتنمية الثروة الحيوانية بأنه نظراً لحاجات الإنسان المتزايدة للغذاء نتيجة للنمو السكاني المضطرد وارتفاع مستويات المعيشة اتجه إلى أساليب الزراعة الحديثة المكثفة، خاصة بعد اكتشاف الأسمدة والمبيدات الكيماوية أوائل القرن الماضي واستخدمها لرفع الإنتاجية الزراعية، وأدي كثرة استعمال تلك الكيماويات الصناعية في الزراعة إلى انتشار الكثير من الأوبئة والأمراض التي أصابت الإنسان والحيوان نتيجة لوجود بقايا المواد الكيماوية في الغذاء النباتي لهما من فواكه وخضروات وحبوب ومحاصيل أعلاف، هذا بالإضافة إلى الآثار السلبية على البيئة بسبب حدوث خلل في التوازن البيئي بين الآفات وأعدائها الطبيعية، فضلاً عن تعرض التربة الزراعية للتجريف والتعرية وفقدان المنتجات الزراعية لميزتها التنافسية، وقد أنفق العالم مليارات الدولارات على علاج الأمراض والأوبئة ومواجهة الآثار السلبية لاستخدام الكيماويات الصناعية في الزراعة. وأضاف بأنه نتيجة للتقدم الحضاري للإنسان وارتفاع مستويات المعيشة وتنامي الوعي البيئي والصحي زاد الاهتمام بترشيد استخدام الأسمدة والمبيدات الكيماوية في الزراعة، والإقبال على تناول الغذاء الصحي والآمن للإنسان والحيوان، والمحافظة على البيئة من التلوث من خلال العودة إلى الزراعة العضوية وذلك باستغلال المصادر الطبيعية لإنتاج منتجات زراعية عضوية مطابقة للمعايير الدولية وذات قدرة تنافسية عالية مستخدماً في ذلك تقنيات حديثة ونظيفة ورخيصة تحقق طموح المزارعين في استغلال المنتجات الزراعية الثانوية بطريقة اقتصادية وآمنه بيئياً لتحقيق قيمة مضافة من وحدة المساحة المزروعة. واستطرد قائلاً: إن الزراعة العضوية الحديثة تعتمد على استخدام الأسمدة العضوية الخالية من أي مبيدات أو إضافات أو تراكيب كيماوية مصنعة أو منظمات نمو أو ما هو مهندس وراثياً، إضافة إلى إتباع برامج المكافحة البيولوجية المتكاملة بغرض المحافظة على التنوع الحيوي للكائنات الحية في بيئاتها، وتحقيق التوازن البيئي بين الآفات المختلفة وآفاتها الطبيعة، مع تحسين نوعية التربة.