** لديّ رغبة شديدة في أن أعرف صاحب فكرة استقطاب أبناء شهداء الواجب الذي قضوا – يرحمهم الله – في اروع مواجهة بينهم وبين المتسللين الحوثيين إلى الحدود الجنوبية للمملكة بمنطقة جازان ، لزيارة المواقع الحربية.. والوقوف على تفاصيل بطولات آبائهم وأقاربهم وتضحياتهم العظيمة من أجل وطن يستحق منا جميعاً أن نمنحه حياتنا.. ونقدم له كل مرتخصٍ وغالٍ.. ** أريد ان أعرف صاحب هذه الفكرة الرائدة .. سواء كان هذا الإنسان من رجال القوات المسلحة أو من رجال التربية والتعليم .. أو من أي قطاع أو جهة أو منطقة كان.. لأن مثل هذه الافكار هي التي تغرس بذور الولاء لهذا الوطن في النفوس.. وتجسد في نفس الوقت كل معاني الاعتزاز.. والاعتداد بأبطالنا حين نخلدهم في ذاكرة التاريخ.. ونُقيم لهم المتحف.. ونوقف أبناءهم على النصب التذكاري لآبائهم الأبطال.. ونملأ نفوسهم بالقوة.. والإيمان .. والصلابة.. ونشحذ فيهم همم الرجولة.. والبطولة .. والعزة.. ** فلقد تابعت بإعجاب تفاصيل الزيارة.. وعرفت من بعض شهود الحال.. كم كان هؤلاء الأبطال الصغار كباراً.. وقد لمسوا مدى عظمة التضحية التي قدمها آباؤهم الأشاوس .. وكيف يمكن ان تكون البطولة تاريخاً تتداوله الأجيال وتُحس معه بوجودها.. وبأن عليها ان تكون خلفاً لخير سلف.. وأن تفتخر بأن هذه الأرض الطيبة قد ارتوت بدماء أعز الناس .. وان كل شيء في هذه البلاد هو جزء من وجودنا الكبير.. وان الموت في سبيلها هو ضريبة المواطنة الحقة.. والشريفة.. أيضاً.. ** لقد كان ابناء الابطال على درجة كبيرة من الفخر والاعتزاز والاعتداد بآبائهم وهم يشاهدون صورهم في ارض المعركة.. وكذلك وهم يستمعون إلى ما قام به آباؤهم وما قدموه من تضحيات نادرة.. لا يُقدم عليها الا الأبطال.. الأفذاذ .. وقد استحقوا هذا التكريم .. واستحق معه أبناؤهم أن نضعهم في قائمة الشرف الوطنية الأولى.. وأن نفخر ونعتز بهم.. وان نعلق عليهم الكثير من الآمال لمواصلة الأمانة التي تفانى آباؤهم في أدائها .. وقدموا أروع صور التضحية فيها.. ** إن فكرة الزيارة.. وما تركته من آثار عميقة في نفوس أبناء الأبطال.. لهي نوع متميز من الأفكار التي نحتاج إليها في اطار التربية الوطنية.. وليس التربية بالصورة التي اختزلت في بعض المقررات أو الوحدات الدراسية العقيمة.. ** فكم نحن بحاجة إلى ان نُجيَّش عقول ومشاعر أطفالنا وشبابنا.. بمثل هذه الصورة الحية والمؤثرة والقوية.. لكي نصنع منهم أبطالا .. ونجعل الوطن يعيش في عقول الجميع ويختلط بدمهم.. ومشاعرهم.. وتطلعاتهم المستقبلية .. ** وإن كان لي من عتب بسيط.. فهو على زملائي في وسائل الإعلام التي لم تهتم كثيراً بهذه الزيارة الأنموذج .. ولم تبرز لنا صور.. ومشاعر.. وانطباعات أبناء أبطالنا.. وتجعلنا نعيش معهم في الحدث.. وتداعياته .. وابعاده.. ** فألف ألف تحية لمن فكر.. ** وألف ألف مبروك لهؤلاء الأبناء على انتمائهم لآباء يمثلون رموز الوطنية الخالدة والباقية في عقولنا وداخل نفوسنا.. *** ضمير مستتر: **(بعض الأفكار يهزك.. وبعضها الآخر يهزمك.. والبعض الثالث يقتل فيك الإحساس بوجودك ).