اختتم مؤخرا في لندن ملتقى العنف الأسري الأول وما زالت أصداؤه الإيجابية بين المبتعثين والمبتعثات تتردد حتى اللحظة فقد تناول اللقاء مواضيع وإحصائيات وأرقاما مهمة عبر ست جلسات علمية اتسمت بالصراحة والوضوح والشفافية. وقد شارك في الملتقى أكثر من 30 متحدثا من الباحثين والمتخصصين في قضايا العنف الأسري أثروا النقاش وأجابوا على أسئلة الحضور الكبير من المبتعثين والمبتعثات الذين حضروا الجلسات وتفاعلوا مع مواضيعها. وقد أشارت الأستاذة رقية نعيم فتيحي الباحثة الاجتماعية المختصة بالعنف الأسري ضد الأطفال في ورقتها أنها أجرت دراسة استكشافية على عينة من الأسر السعودية توصلت فيها إلى أن الإناث أكثر عرضة للعنف من الذكور (65% مقارنة 35%)، وأن سن 14-18 عاما هو أعلى نسبة للتعرض للعنف وأن الطفل الأول هو الأكثر تعرضا للعنف سواء ذكرا أم أنثى 42.5%. وأكدت الباحثة فتيحي إن الفقر أعلى سبب للعنف بنسبة تبلغ 40%. وفي ورقته نصح الأستاذ عبدالعزيز محمد الجارالله ممثل سفارة خادم الحرمين الشريفين في لندن للشؤون القانونية السعوديين الذين يرغبون الابلاغ ضد أي عنف أسري باللجوء للسفارة لمعالجة المشكلة أو الحصول على الاستشارة القانونية اللازمة قبل التقدم للسلطات البريطانية عبر الاتصال أثناء الدوام الرسمي بالرقم 004402079173000 وخارج الدوام على الرقم 004402079173013 أو عن طريق البريد الإلكتروني: [email protected] ومن جانبه أشار الأستاذ توفيق محمد العنزي نائب رئيس أندية ومدارس الطلبة السعوديين للدورة 29 أن أندية الطلبة السعوديين تتوفر في 42 مدينة بريطانية وايرلندية ومسؤوليها متاحون للتدخل المبكر لحل أي مشكلة قبل اتساع نطاقها وبما ان النادي يتعامل في الغالب مع 300 عضو فإنه قادر على تقديم المساعدة بسرعة. وفي عرضها أبانت الدكتورة سامية محمد الحبيب طبيبة الأسرة وباحثة دكتوراه في صحة المرأة السعودية ببريطانيا أن العنف الأسري يؤدي إلى زيادة في نسبة حدوث الإحباط النفسي والإجهاض وأمراض أخرى عدة. وأشارت إلى أنه على الصعيد العالمي أوضحت الأبحاث أن النساء التي تتراوح أعمارهن ما بين 15-45 سنة غالبا ما يؤدي العنف إلى تشوهات أو حتى الموت بسبب العنف من الرجل بنسبة أكبر مما يحدثه السرطان أو الملاريا أو حوادث المرور أو الحروب بأكملها. وأكثر ما مميز الملتقى هو التنظيم المثالي لفعالياته التي استضافتها أكاديمية الملك فهد بلندن تحت إشراف الدكتورة حنان علي سلطان، رئيس اللجان المنظمة والمشرف العام للملتقى. فقد كان التنظيم مجل إعجاب الجميع من خلال مشاركة عشرات المتطوعين والمتطوعات السعوديين الذين بذلوا جهودا مضنية في سبيل خروج الملتقى بالصورة المميزة. وبدوره قال المفتش فاز غوبيانثان المسؤول في شرطة ايلينغ بلندن، والذي شارك بورقة في الملتقى أن إقامة هذا الملتقى يجسد اهتمام المبتعثين والمبتعثات السعوديين على التوعية بالعنف الأسري والوقاية منه. وأشار إلى أنه سعيد بالمشاركة متمنيا المزيد من التوفيق لطلاب وطالبات المملكة في بريطانيا.