كثيراً ما نسمع عن كلمة تجديد في الشعر أو تطويره بالشلة أو الشيلة ونرى سعي بعض المجددين في الوقت الحاضر إلى اختيار لحون في الشعر وبحور جديدة في سبيل محاوله جذب المستمعين إلى الانتباه ولفت النظر إلى قصائدهم وإبراز أسمائهم . وحقيقة أن سلوك ونهج هذا الطريق اكسب الكثير منهم البروز والشهرة والتعريف بالقصيده دون النظر إلى مستواها . ولو رجعنا إلى الماضي وطرق التغني والتنويع بلحون القصائد لوجدنا أن هناك ما يسمى بالحدا ويقتصر على أبيات قصيرة ويغلب عليها الطابع الحربي ثم ابتكرت الربابة بصنع يدوي وكانت لها الوقع الخاص في نفوس محبيها وأخذت الربابة بتعدد الإلحان بكثير من الأنواع واستمرت فترة طويلة حتى وجد محبو الفن الشعبي ضالتهم واخذوا كثيراً من ألحان الربابة بتغيير بسيط من جرات الصوت حتى اجتذبت الناس وأخذت طابعاً جيداً ومحبوباً لدى كثيراً من محبي الفن الشعبي . ونرى اليوم ما يعدونه ابتكار جديد في اللحون ويطلقون عليه مسمى الشلة بينما هو في الحقيقة في نظري ليس جديد في معناه الحقيقي وإنما مجرد لحن مزج ما بين لحن من الحدا في بعض ألحانه ومجرور ربابة الخالي من موسيقي الربابة والأغنية الشعبية بآلة العود وقاموا باستغلاله ممن يملكون أصوات عذبة يتغنون على انه فن جديد ولو نتمعن في كثيراً من الشلات لوجدنا أنها عبارة عن أغنية لفنان شعبي قديم بدون آلات موسيقية أو انه مجرور ربابة خالي من صوت آلة وهذا واضح للبيان لا يحتاج تصحيح . نحن ليس مشككين في احد ونؤكد ان لهذه الطريقة وقع ورغبة وميول عند كثيرا من محبي الشعر الشعبي و إنما نحب أن نذكر ممن يصدعون بأصواتهم أنهم أصحاب فضل في التجديد وانحصار بعض الألحان على شخص بعينه بإعادة النظر والرجوع لماضي الموروث الشعبي وتتبع الشعر الشعبي ومراحله ولا ننكر عليه انه صاحب فضل في تذكيرنا بالماضي وإحياء الماضي بطريقة تجذب من يهتم بالشعر وهو ما يحتاجه المورث الشعبي من أبنائه بإحيائه وعدم اندثاره .