انتقل إلى رحمة الباري معالي الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن غديان عصر يوم الثلاثاء 18 جمادى الآخرة من عام 1431ه عن ستة وثمانين عاماً قضاها في نشر العلم والإفتاء والتدريس والدعوة والتوجيه. والشيخ ابن غديان عالم جليل من علماء هذه البلاد نذر نفسه لطلب العلم ونشره بأسلوب علمي فريد، ففضيلته متخصص في علوم يقل أن يبرع فيها إلا فحول العلماء، وهي العقيدة، والفقه، وأصول الفقه، والمنطق والنحو ويعرضها بأسلوب سهل يجعل الطلاب يستوعبون صعاب المسائل بيسر وسهولة واعتاد المستمعون له في «نور على الدرب» على سماع فتاويه وهو يعيد السؤال، ويلقي الجواب بايجاز مدعماً بالدليل، والقول السديد مستفيداً من مناهج شيوخه كبار العلماء الذين تتلمذ عليهم ومنهم: - سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله تعالى. - سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى. - سماحة الشيخ عبدالرزاق عفيفي رحمه الله. - سماحة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى. - سماحة الشيخ عبدالله بن محمد بن حميد، وقد تأثر به كثيراً في منهجه وأسلوبه في التدريس والإفتاء فقد خلفه في برنامج «نور على الدرب» بعد وفاته عام 1402ه رحمه الله. فقضى تسعة وعشرين عاماً. ولقد كان الشيخ ابن غديان - رحمه الله - مثالاً في التواضع والزهد والبعد عن ملذات الدنيا والسماحة في اللباس، مع الورع والبعد عن المشتبهات فأعطى قدوة للعلماء، ومنهجاً للفقهاء رحم الله شيخنا وتغمده بواسع رحمته.