أكدت السلطات التركية أن ثمانية من شهداء "أسطول الحرية" التسعة هم أتراك، والشهيد الأخير أميركي من أصل تركي. حملت الطائرات الثلاث التي وصلت إلى اسطنبول الليلة قبل الماضية جثامين ضحايا العدوان الإسرائيلي إضافة إلى جميع الأتراك الذين كانوا يشاركون في الأسطول وعددهم 460 تركيا اعتقلتهم (إسرائيل) في وقت سابق الأسبوع الجاري ضمن الأسطول الذي كان يحاول كسر الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة. وكانت هيئة الإغاثة الإنسانية التركية أعلنت أن نتائج الاختبارات التي جرت في اسطنبول أظهرت أن جميع الشهداء الذين سقطوا خلال العملية الاجرامية على الأسطول في المياه الدولية كانوا من الأتراك. يذكر أن هيئة الإغاثة الإنسانية التركية كانت بين الجهات التي شاركت في تنظيم قافلة المساعدات الانسانية لغزة. وتعهد رئيس الهيئة ، بولنت يلدريم ، لدى وصوله إلى اسطنبول بمواصلة إرسال أساطيل إغاثة إلى غزة "حتى يتم رفع الحصار". وروى يلدريم ، الذي كان على متن سفينة "مرمرة" التركية التي هاجمتها البحرية الإسرائيلية ضمن الأسطول أن النشطاء دافعوا عن أنفسهم ضد القوات الإسرائيلية المعتدية بهراوات حديدية وسيطروا على العديد من الجنود. وأكد انهم نجحوا أيضا في السيطرة على أسلحة جنود إسرائيليين وكان بإمكانهم استخدامها ، إلا أنهم ألقوا بها في الماء ، وقال: "حتى إذا كانوا استخدموها فإن ذلك سيكون دفاعا عن النفس". واتهم يلدريم الجنود الإسرائيليين بإطلاق النار على مصور كان يلتقط صورا خلال الهجوم ، وذكر أن أحد النشطاء استشهد رغم أنه سلم نفسه ، مضيفا أن الجنود الإسرائيليين أساؤوا معاملة المعتقلين بعد ذلك. وزير الخارجية التركي أحمد أوغلو في استقبال العائدين الجرحى بمطار أتاتورك (إ.بي.أ) وكان في استقبال المتضامنين العائدين نائب رئيس الوزراء التركي بولند أرينج وعدد من أبرز المسؤولين ، وقال أرينج: "حتى الآن ، نجحت الدبلوماسية ، وستتحمل إسرائيل قانونيا ثمن الجرائم التي ارتكبتها". وأضاف :"أدنا جميعا هذا الهجوم الظالم الوحشي البربري الذي لا يمكن وصفه إلا بأنه شكل من أشكال القرصنة". وشارك في مسيرة احتفالية بعودة النشطاء الآلاف ، لوح معظمهم بالأعلام الفلسطينية والتركية. وكانت تركيا أنذرت المعتدين الاسرائيليين بأنها ستعيد النظر في علاقاتها مع (اسرائيل) اذا لم تفرج عن جميع الرعايا الأتراك من دعاة السلام خلال مهلة 24 ساعة انتهت مساء الأربعاء ورضخت حكومة نتنياهو للانذار وأفرجت عن جميع الأتراك المحتجزين. وأعلنت (إسرائيل) أنها ستعيد جميع المتعلقات الشخصية الخاصة بالمتضامنين الى تركيا ، حيث سيجري تحديد تبعية كل منها ويستطيع كل شخص استعادة أغراضه. وتتضمن الأغراض المئات من الهواتف الجوالة وأجهزة الكمبيوتر المحمول والكاميرات ومشغلات الملفات الموسيقية (إم بي-3) ومحافظ نقود وجوازات سفر وأغراض أخرى. وأعلنت الخارجية الإسرائيلية أنها ستبعث بكل هذه الأغراض إلى تركيا. وكان الكثير من المتضامنين اتهموا (إسرائيل) بالاستحواذ على أغراضهم ووصفوا ما حدث معهم بأنه "سرقة في وضح النهار". وبلغ عدد من غادروا (إسرائيل) الليلة قبل الماضية 527 ناشطاً ، فيما سبق وتم ترحيل عدد آخر بينهم مواطنون عرب براً عبر معبر جسر الملك حسين مع الاردن ، ليصل مجموع النشطاء الذين تم ترحيلهم إلى 805 . ولم يعد رهن الاحتجاز في (إسرائيل) من متضامني الأسطول إلا أيرلندي وأسترالية وإيطالي ، وتأمل السلطات خلال الساعات المقبلة حل مشاكلهم "الإجرائية" التي سببت تأخير ترحيلهم ، وأضاف المتحدث أنه لا يزال في (إسرائيل) سبعة مصابين يتلقون العلاج. نشطاء سلام أتراك عائدون يحيون مستقبليهم في مطار أتاتورك (إ.بي.ايه) استقبال الأبطال في مطار أتاتورك باسطنبول للاتراك العائدين من معركة الشرف والحرية (أ.ب)