تقدم أمير منطقة نجران الأمير مشعل بن عبدالله بن عبد العزيز جموع المواطنين الذين احتشدوا من كافة قبائل منطقة نجران أمس، وتجاوز عددهم 5 آلاف شخص، لطلب العفو عن قاتل من قبيلة آل خريم كان قد قتل زميله من قبيلة آل حوكاش قبل خمسة أعوام. وتوافدت جموع القبائل إلى موقع الصلح بحي الجربة منذ ساعات الصباح الباكر، يتقدمهم الأمير مشعل بن عبدالله ووفد قبيلة آل خريم والقبائل القادمة معهم، إضافة لشيخ شمل قبائل المكارمة الشيخ عبدالله بن محمد المكرمي ومشايخ وأعيان ونواب المنطقة وعدد من الوجهاء ولجنة إصلاح ذات البين. واصطفت قبيلة آل حسن أمام الحضور مرحبين بالجميع. وتقدم الأمير مشعل بن عبدالله الوفود مخاطبا قبيلة آل حوكاش والقبائل الأخرى قائلا "نطلبكم بوجه الله ثم بوجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ثم بوجيهنا ووجه الشيخ عبدالله المكرمي وكافة الحضور في طلب العفو عن القاتل إبراهيم آل خريم". وخاطبهم والد المقتول صالح بن عبدالله آل حوكاش قائلاً "تفضلوا وسيأتيكم العلم". ثم قامت جموع قبائل آل حسن بالإقبال في لون شعبي عبارة عن زامل أحد الفنون التي تتميز بها منطقة نجران ورددوا: للأمير الشهم ولوجه داعينا ومن نصنا بصوت العز ينخانا اجتمعنا علي العليا وتمينا ثم عفينا لوجه الله ومن جانا إثر ذلك، تقدم والد المقتول وألقى نيابة عنه ولده عبدالله كلمة، أعلن فيها تنازلهم عن حقهم في القصاص لوجه الله تعالى ثم لوجه فارس الإصلاح وقائد مسيرة التسامح خادم الحرمين الشريفين ثم لوجه الأمير مشعل بن عبدالله ولوجه الشيخ عبدالله بن محمد المكرمي. وقال "نعلن تنازلنا عن جميع الحقوق المالية إكراما وتقديرا للجميع وبدون استثناء". وأضاف "حكم آل حوكاش بجلاء إبراهيم بن حسين بن علي آل خريم جلاء مؤبدا عن منطقة نجران وجميع محافظاتها ومراكزها وضواحيها، ويطلبون إثبات ذلك في صك شرعي. ثم قدم الأمير مشعل بن عبدالله شكره وتقديره لجموع قبيلة آل حوكاش على هذا العفو الطيب، والذي يعتبر من شيم الرجال وعادتهم. ورفعت جموع الحاضرين أياديهم إلى السماء مرددين "بيض الله وجيهكم يا آل حوكاش". ورفع أفراد قبيلة آل خريم ومن معهم الرايات البيضاء لقبيلة آل حوكاش مرديين عددا من الألوان الشعبية. في المقابل، عمت الأفراح السجن العام بنجران أمس فور تلقي السجين إبراهيم حسين آل خريم نبأ العفو عنه. واحتفلت إدارة السجن بالنزيل وشاركته أفراحه. وهنأ مدير سجون المنطقة العقيد علي بن أحمد الشهري السجين آل خريم بمناسبة عفو ورثة القتيل عنه لوجه الله تعالى، مؤكدا أن أمير المنطقة بذل مساعي الصلح منذ وقت مبكر وتكللت بالتنازل عن السجين. من جانبه، قال السجين إبراهيم آل خريم (القاتل): أشكر الأمير مشعل بن عبدالله على مساعيه الخيرة التي تكللت بتنازل ورثة الدم عني، مقدما شكره وتقديره لقبيلة آل حوكاش على تنازلهم. وأكد أن باب الأمل لديه لم يغلق حتى آخر لحظة لثقته المطلقة في كرم أهل القتيل. وقال إنه الابن البار لهم.