من النادر جداً في شعرنا الشعبي أن نجد شاعراً يلتفت إلى ابنته شعرياً، أي يخاطبها بقصيدة تتضمن وصيةً أو نصيحةً توجه لها خصيصاً كهدية معنوية تستعين بها على مواجهة ظروف حياتها المتلونة، فاهتمام الشعراء الآباء الشعري يتجه في معظم الأحيان نحو الأبناء الذكور، لذا فقصائد النصح أو الوصايا للأبناء أكثر من أن تُحصى؛ لكن الشاعر المبدع مشعل فالح الذيابي يكسر هذه القاعدة بقصيدة جميلة ومشحونة بعاطفة الأبوة الصادقة يُخاطب بها ابنته: بنتي الحبيبة والعزيزة منيرة طلبتي اهدائي بعد كل ٍ اهداك وهاضت قرايح هاجسي بتعبيره هاتي اوتوجرافك وفي صفحته هاك إهداء أبوك اللي سكنتي نظيره واللي على اسم اغلا المخاليق سمّاك اللي ليا نمتي عيونه سهيرة يدعي لك ان الله من الشر يحماك لولاك ما خاض الامور العسيرة ولا كابد الدنيا والأتعاب لولاك الله عليك يديم عزه وخيره وستره وعافيته بدينك ودنياك ويفتح لك ابواب السعد والبصيره ومن شر كل اللي منه شر ياقاك صحيح توك يامنيرة صغيره ما لوّنت سود الليالي نواياك لكنّ فيك احلام عمري كبيره وليا كبرتي يكبر الحلم ويّاك وانتي بتحقيق الاماني جديره يجذبك دين ويدفعك طيب مجناك أبغاك لربوعك ولأهلك سفيره بأخلاقك ودينك وعاطر سجاياك وأبغاك في لبسك وقولك ستيره وليا مشيتي نظرتك يم ماطاك وخطوتك عن باب القصيرة قصيره ما ابغى يقال احد ٍ تحلّاك واوحاك وعينك عن عيوب الخلايق ضريره وخافقك عن زلات الاقدام ينهاك والصدق طبعك فالعلن والسريره ونهج الصحابيات نهجك ومبداك وابغاك دوم لوالدينك ذخيره بالبر، وأجر البر ماهوب يخفاك وتِردين غبات العلوم الغزيره وتعانقين المجد من فعل يمناك وأبغاك الاولى فالادب والاخيره فالهرج كثر الهرج يبدي خفاياك تجملي بالصمت في كل ديره والابتسامة لا تفارق محياك وتكفين ياعنق المها المستذيره حذرا يزين من التفافيق مرماك تراك قايدة الظبا فالمسيره وما للظبا مجناب عن جرة خطاك تجنبي ممشى الدروب الخطيره واخذي طريق الدين لا حارت أرياك حتى يجي لك مع هل الدين سيره وكل ٍ يقول إن جا مجالك وطرياك يابنت مالك فالصبايا نظيره الله يعز اللي على العز ربّاك