توصلت دراسة سعودية، هي الأولى المقدمة من طالبة في ميدان الإخراج الصحفي الإلكتروني، إلى تحديد أن سمات أسلوب البوابة الإخراجي المستخدم في واجهات الصحف الإلكترونية هو الأسلوب الأحدث في إخراج الصحف الإلكترونية، ويقوم على عرض أكبر قدر من العناصر البنائية على الواجهة كما يعتمد على استخدام العناصر البنائية المساعدة بشكل كبير التي تمثل عناصر الفصل والألوان والتي تعمل على فصل المواد المتنوعة المعروضة على الواجهة، حيث سجلت أعلى نسبة بلغت 65،3% من إجمالي العناصر البنائية الأخرى، تليها العناصر البنائية الأساسية التي تمثل النصوص والصور والوسائط المتعددة بنسبة 32،8%، كما أظهرت الدراسة اعتماد أسلوب البوابة على استخدام الأعمدة الرأسية المتساوية المساحة تقريباً وساهم في تحديد ذلك استخدام خطوط الفصل الرأسية بنسبة 79،3% من إجمالي عناصر الفصل الأخرى، وجاءت النصوص التشعبية العنصر الأكثر استخداماً من بين العناصر البنائية الأساسية الإلكترونية بنسبة 88،4%، وتميز هذا الأسلوب الإخراجي باعتماده على العناوين مع قلة المقدمات وندرة المتون، وكذلك بالسطور ذات الامتداد القصير حيث بلغ عرض الأعمدة في أغلب مفردات العينة مابين 244 – 246 بكسل، بالإضافة إلى استخدام أحجام الخطوط الصغيرة التي توفر عرض أكبر قدر من العناوين حيث سجل حجم الخط (10) Point نسبة أعلى بلغت 66،9%، مع اعتماده كذلك على الصور الثابتة التي بلغت 46،7% من إجمالي الصور في العينة. الدراسة من إعداد الباحثة، نوير بنت سيف العتيبي، وحصلت بها مؤخراً على درجة الماجستير، بتقدير ممتاز، من قسم الإعلام بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية تحت عنوان (أسلوب البوابة في إخراج الصحف الإلكترونية دراسة وصفية تحليلية على صحيفة الرياض الإلكترونية)، وتكونت جلسة المناقشة من الدكتور أحمد هلال طلبة أستاذ الإنتاج الإعلامي والدكتور صالح الربيعان أستاذ الصحافة بالجامعة. ومن نتائج الدراسة الأخرى أنها حددت عناصر الشكل الأساس والتي لا تتغير إلا بعد فترة طويلة في الصحف الإلكترونية ومن خلالها يتم تحديد هوية الصحيفة الشكلية وتتكون من الترويسة Header، قوائم الصحيفة الثابتة Menu، تذييل الصفحة Footer، نوع وحجم الحروف، الألوان المستخدمة، العناوين الثابتة، أعمدة جسم الصفحة، حيث أثبتت هذه الدراسة عدم تغير هذه العناصر طوال فترة الدراسة. كما برهنت الدراسة على أن للصحيفة الإلكترونية مستويين للألوان يظهران على مرحلتين، المستوى الأول قبل تفاعل المستخدم مع الصفحة، والمستوى الثاني يظهر بعد تفاعله مع الصفحة، وتبرز أهمية ألوان المستوى الأول لكونها الألوان التي يراه المستخدم عند دخوله للصفحة فتترك بداخله انطباع عام عن الموقع وعن استئناف التصفح، بينما يظل ظهور المستوى الثاني نسبياً ويعتمد على مقروئية الصحيفة لدى المستخدمين، بالإضافة أن بعض هذه الألوان الناتجة عن تفاعل المستخدم لا تظهر معاً ويظهر ذلك من خلال اللون الأحمر في النصوص التشعبية النشيطة فبمجرد ابتعاد المؤشر عن النص التشعبي والانتقال لآخر يختفي اللون الأحمر السابق وينشط الرابط النصي الجديد. وأثبتت الدراسة أن واجهة الصحف الإلكترونية تنقسم إلى ثلاثة أقسام: الترويسة Header، وجسم الصفحة Body، وتذييل الصفحة Footer، ولكل قسم من هذه الأقسام أهميته الشكلية والوظيفية للصحيفة الإلكترونية؛ فالترويسة تشكل أحد العناصر الرئيسية في إعطاء الصحيفة هويتها الشكلية ومن خلالها يتم تمييز الموقع عن غيره من المواقع فهي بمثابة العنوان الصوري بعد اسم الصحيفة المكتوب وعنوانها الإلكتروني، كما أن المعلومات التي تحويها تعمل على تمييز الأعداد بعضها عن بعض، كما تظهر للمستخدم آخر وقت تم فيه تحديث الأخبار، أما جسم الصفحة فيعبر عن المساحة التي تحوي الأعمدة التي يتم بداخلها توزيع المواد التحريرية المتغيرة، وتقلد الجسم هذه الوظيفة من كونه أكبر أجزاء الصحيفة الثلاثة الرئيسية، وتتمايز أجزاء الجسم في الأهمية تبعاً لمساحته الكبيرة، فيتم تجزئته إلى ثلاثة أجزاء (الأعلى، الوسط، الأسفل)، ويمثل أعلى الجسم الجزء الأهم لكونه الشاشة الأولى التي يتعرض لها المستخدم قبل استخدام شريط التمرير الرأسي، ويشكل تذييل الصفحة Footer أحد أجزاء الصفحة الرئيسية، وتظهر أهميته في كونه يحوي معلومات حفظ حقوق الصحيفة وكذلك عمر الموقع الذي يحدد تاريخ نشاطه، كما يتم من خلاله إدراج قائمة جديدة بعناصر ترى الصحيفة أنها ذات وظائف ثانوية داخل الصحيفة، أو تكرر فيه بعض العناصر التي وردت في أعلى الصفحة نتيجة لبعد المستخدم عنها. التوصيات ومما أوصت به الدراسة في الجانب التطبيقي والأكاديمي التقليل من استخدام الألوان المجهدة للعين، والعمل على توظيف العناصر البنائية في أماكنها المناسبة التي تتوافق مع حركة العين من جهة وتعكس أهميتها من جهة أخرى، كما لابد أن تتيح الصحف للمستخدم حرية اختيار التعرض المناسب لمضامينها المختلفة، والاهتمام بإثراء الصحيفة بالعناصر البنائية التفاعلية، على ألا يتم تكرار استخدام العناصر البنائية التفاعلية كالمنتديات وغرف الدردشة ونحوها بصورتها المعهودة بل يتم توظيفها بما يتوافق مع طبيعة وخصائص الصحف من حيث أقسامها ونشاطاتها. وكذلك الاهتمام بدراسة الأساليب الإخراجية الأخرى ومستوى قرائية الجمهور لها، ودراسة الأنماط الإخراجية المتبعة في تقديم واجهات الصحف على الشاشات المصغرة وعبر أجهزة الجوال والأجهزة الكفية، مع الاهتمام ببحوث حركة العين Eye Tracking على واجهات الصحف، والعناية بدراسة الألوان وتأثيراتها الفسيولوجية، وكذلك قرائية خطوط الحاسوب.