أكد م.محمد بن منصور آل عضيد مدير عام المياه بمنطقة الباحة على أن معاناة الكادر الوظيفي وقلة العاملين، لم تمنع من وجود عدد من المهندسين السعوديين الأكفاء، مشيراً إلى تكليف موظفين على مناهل المياه للإشراف على توزيعها على المواطنين، وعدم تلاعب المقاولين هناك. وقال في حديث ل"الرياض" إن هناك بعض المشاريع تحت التنفيذ في المنطقة، وهي مشروع تأمين المياه ب"محافظة المخواة"، ويتكون من سد "وادي الأحسبة" السطحي، وسد جوفي وحقل من الآبار، موضحاً أن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعود بن عبد العزيز أمير المنطقة؛ قد طالب من المقام السامي باعتماد مشروع محطة تحلية مستقلة لمنطقة الباحة. وأضاف أن عددا من المقاولين لا يحبذون العمل في المناطق الجبلية؛ نتيجةً للظروف الطبيعية وتضاريسها، وكذلك الأجواء، فمثلاً لدينا مشروع ب"المندق" توقف المقاول عن التنفيذ لمدة أربعة أشهر بسبب الضباب، مشدداً على عدم صحة الأنباء التي أكدت وجود تهريب في سد "ثراد"، وأن هذا السد منفذ بأعلى وأرقى المواصفات الهندسية، كما أن المقاول المنفذ من أفضل المقاولين، ولديه عدد كبير من المشاريع على مستوى الوزارة، وفيما يلي نص الحوار: الرؤية المستقبلية لن تكون هناك أزمة مياه هذا العام بسبب كميات الأمطار *بما أن المديرية العامة للمياه بمنطقة الباحة أنشئت حديثاً، فهل لنا بمعرفة الرؤية المستقبلية للعمل الإداري والفني بها؟ لن أكون مبالغاً لو قلت أننا نعاني من الكادر الوظيفي وقلة العاملين، ولكن يوجد عدد من المهندسين السعوديين الأكفاء، حيث وصل عدد العاملين أكثر من 150 موظفاً، وهناك فروع للمديرية بكافة محافظات المنطقة مبنية على خطط طموحة، وأنا بدوري لا أحبذ المركزية في العمل؛ فكامل الصلاحيات الممنوحة لي من معالي الوزير تشرفت بتفويضها لمديري الفروع بالمحافظات، كما أننا نقوم بزيارة ميدانية مجدولة لمشاريع وزيارات أسبوعية يرافقنا بها كبار المسؤولين في المنطقة، وخاصة مديري بعض الجهات التي لها علاقة دائمة بعملنا، إضافةً إلى المتابعة اليومية من قبلنا والمهندسين المشرفين، ولن أبالغ إذا قلت إن "صحيفة الرياض" رافقتني في كثير من الجولات الميدانية، وأطلعت على أسلوب المتابعة، وهناك خطة عمل يومية بتكليف موظفين على مناهل المياه من الصباح حتى المساء؛ يقومون بالإشراف على توزيع المياه على المواطنين ويتحققون من عدم تلاعب المقاولين في توزيعها، كما أننا نقوم برفع تقارير دورية للإمارة وللوزارة على إنجازات العمل والمشاكل والمعوقات التي تواجهنا. خطة خمسية *هل من خطط مستقبلية للمديرية العامة للمياه بالمنطقة؟ بكل تأكيد هناك خطة خمسية تم وضعها؛ مبنية علي رؤية ورسالة وأهداف مستقبلية، وسيتم خلال الأيام المقبلة رفعها لمعالي وزير المياه والكهرباء، وعند الموافقة عليها ستعرض على سمو أمير المنطقة وسمو نائبه وكذلك مجلس المنطقة، إضافة إلى الخطة طويلة المدى التي اعتمدتها الوزارة، حيث نسير ولله الحمد وفق منظومة تخطيطية تستمر حتى عام1460ه، مع تعديل ضئيل عليها عندما يستجد جديد أو نواجه مشاكل أو معوقات في التنفيذ، وعندما نعرض طلباتنا واحتياجاتنا على الوزارة؛ لم يصل إلينا في يوم من الأيام عدم اعتمادها. المقاولون لا يحبذون العمل في المناطق الجبلية.. والدليل «المندق» مشاريع عدة *حظيت منطقة الباحة بمشاريع جديدة تخص المياه فهل تحدثنا عن تلك المشاريع ومواقعها؟ - المنطقة حظيت بخمسة مشاريع استراتيجية تحت التنفيذ، وهي مشروع تأمين المياه ب"محافظة المخواة"، ويتكون من سد "وادي الأحسبة" السطحي، وسد جوفي وحقل من الآبار تحت التنفيذ، كما يشمل عدة خزانات وشبكة مياه تحت التنفيذ، إضافةً إلى مشروع استراتيجي ل"محافظة قلوة" متكامل عبارة عن سد "وادي عليب" وسد "قلوة"، ومشروع متكامل من المضخات ومحطات ضخ وخطوط نقل وعشرين بئر تحت التنفيذ وسد جوفي، وهناك مشروع شامل ب"محافظة بالجرشي" عبارة عن سد "الجنابين مع تمديدات متكاملة ومضخات ومجموعة خزانات تحت التنفيذ، بالإضافة إلى ثلاث شبكات للمياه الداخلية بالمحافظة تحت التنفيذ، كما أن "محافظة القرى" والتي بها سد "وادي عردة" وتخدم المحافظة ومدينة الباحة وضواحيها، حيث إن الطاقة التخزينية للسد حوالي 70 مليون متر مكعب وتم تنفيذ المرحلة الأولى منه، وهي عبارة عن عشرين بئر مركب عليها خمس محطات ضخ؛ وكل محطة تخدم المناهل القريبة منها، وبدأ العمل بها؛ خاصة بعد أن منَّ الله علينا هذا العام بكميات كبيرة من الأمطار التي كانت عاملا مساعدا في بدء تشغيل تلك الآبار؛ حيث وصلت الطاقة التخزينية لها بنسبة (100%)؛ ويمكن السحب منها على مدار الساعة، كما أن هناك "مشروع ثراد" الذي تم الانتهاء من المرحلة الأولى منه وبدأ تشغيله ولكن لا زال تحت التنفيذ؛ لأنه مشروع تكاملي وقيمته الإجمالية بأكثر من 186 مليون ريال، ومن المتوقع الانتهاء منه عام 1432ه، وبلغت إجمالي تكلفة تلك المشاريع 2 مليار ريال، وهي عبارة عن شبكات مياه ومحطات ضخ ومحطات تنقية وشبكة صرف صحي و15 سداَ جديداً. محطة مستقلة للمنطقة *أبناء المنطقة أمام وعود دائمة باعتماد محطة لتحلية المياه من البحر وتعثر اعتماد ذلك المشروع، فما هي أسباب عدم اعتماده وما هي الحلول البديلة؟ بالنسبة لمشروع محطة تحلية مستقلة لمنطقة الباحة، فقد طالب صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعود بن عبدالعزيز أمير المنطقة من المقام السامي والوزارة باعتماده؛ والذي اتضح أن مثل هذه المشاريع يتم اعتمادها من ولاة الأمر -حفظهم الله-، بناءً على دراسة عن التعداد والنمو السكاني، وقد حظيت المنطقة بموافقة المقام الكريم تزويد الباحة بكمية المياه المحلاة من ضمن "مشروع التحلية" ل"محطة الشعيبة" للمرحلة الثالثة، وتم فعلاً ولله الحمد و خلال الشهور الماضية ترسية المشروع بأكثر من مليار ريال، وبدأ المقاولون الآن يأخذون التصاريح اللازمة من الجهات المختصة، و-إن شاء الله- يبدأ التنفيذ في القريب العاجل؛ حيث حددت مدة تنفيذه ب 28 شهراً من بداية تسليم الموقع للمقاول، ونتمنى أن ينتهي المقاول في المدة المحددة. الحاجة الفعلية *هل الكميات المعتمدة من المياه المحلاة والقادمة من الشعيبة تغطي الحاجة الفعلية للمنطقة وخاصة أنها ستكون موزعة بين الطائف ومكة المكرمة وتربة وكذلك الخرمة وبني مالك؟ بكل تأكيد سيكون كافياً حيث إن الزيادة التي اعتمدت لمحطة الشعيبة الثالثة ستكون رافداً مهماً لتغطية المنطقة من المياه المحلاة والمناطق الواقعة على الخط الناقل لأكثر من خمسة عشر عاماً قادمة. "طبوغرافية" المنطقة *هل تواجه المنطقة مشاكل في تنفيذ المشاريع وخصوصاً أن "طبوغرافية" المنطقة صعبة؟ هذا شيء مؤكد، ومنطقة الباحة تعاني من عدة جوانب وهناك نسبة كبيرة من المقاولين لا يحبذون العمل هنا نتيجةً للظروف الطبيعية وتضاريس المنطقة وكذلك الأجواء، فمثلاً لدينا مشروع ب"المندق" توقف المقاول عن التنفيذ لمدة أربعة أشهر بسبب الضباب، علماً بأن المدة محددة على المقاول، إضافة إلى عدم توفر المواد اللازمة للمقاول والتي تشكل معوقاً رئيسياً، فمثلاً الأسمنت والحديد يجلب من جدة أو بيشة، إضافةًَ إلى معوق العمالة وتأخرها بعد طلبها والذي يستمر إلى ستة أشهر أحياناً. تأخر مشروعات الصرف الصحي راجع إلى عدم توفر الموقع المناسب مقاول الباطن *يشكل تأخير المقاول أحياناً في البحث عن مقاول للتنفيذ من الباطن، فما رأيكم في ذلك؟، وهل مقاول الباطن غير قادر على التنفيذ مما يسبب تأخر المشروع؟ مقاول الباطن موجود في كثير من مشاريع الدولة سواءً في الباحة أو المناطق الأخرى، والحقيقة لا تستطيع أن تقول إن مقاول الباطن غير جيد؛ بل هناك مقاولون من الباطن يعملون لدينا في مشاريع الإدارة وهم بكفاءة عالية، ونتمنى أن يتم تصنيفهم حتى يكونوا عاملاً ومنافساً ومساعداً للمقاولين الرئيسيين، وهناك مقاولون تم ترسية بعض المشاريع عليهم ونعاني منهم في تأخر التنفيذ، أما بالنسبة لاستلام المشاريع؛ فلا يتم استلامه من مقاول الباطن بل من المقاول الأساس، ولدينا إستراتيجية بالإدارة بأن أي مقاول يعمل من الباطن لا يستطيع العمل إلا بموافقة رسمية من المديرية. تأخر تنفيذ سد وادي عردة بسبب المقاول الصرف الصحي *سبق اعتماد مشروع للصرف الصحي قبل خمس سنوات في كل من الباحة والمندق وبلجرشي، حين كانت مشاريع الصرف الصحي تابعة للبلديات والأمانات ولم يتم ترسيتها حتى الآن، فما الأسباب والدواعي في تأخيرها وهل للبلديات دور في التأخير؟ لله الحمد في الفترة الحالية تتوفر المبالغ المالية لتلك المشاريع؛ وتم إضافتها لما تم اعتماده في السنوات السابقة والتي تفوق نصف مليار ريال، أما تأخير المشروع أو تعثره فهو ناتج عن عدم توفر الموقع المناسب وعدم كفاية المبالغ المعتمدة آنذاك، والآن تم تحديد موقع محطة المعالجة وتوفر المبالغ اللازمة للمشروع، وسلم الموقع للمقاول ونسبة التنفيذ به تتجاوز (70%) للمحطة، أما تمديدات الصرف الصحي سواء في المنطقة أو المحافظات فتم تسليم المشروع لشركة hgbd الأمريكية المتخصصة في دراسات الصرف الصحي؛ لعمل دراسة إستراتيجية تكفي احتياجات المنطقة إلى عام 1460ه والمقاول يعمل الدراسة الحالية؛ ونحن بصدد تكوين وإنشاء إدارة متكاملة للصرف الصحي؛ ستبدأ في متابعة الأعمال في المنطقة ومعالجة أي طارئ في ظل الظروف الراهنة، وننتظر انتهاء الدراسة التي سيتم الانتهاء منها خلال أربعة أشهر من الآن، وبعدها سيتم طرح مشاريع الصرف الصحي بالمنطقة في منافسة عامة. الاستفادة من السدود *هناك سدود بالمنطقة لم يستفد منها في خدمة القرى المجاورة لها، وخاصة التي يتوفر بها مياه؛ حيث لم يتم تركيب محطات تنقية عليها، وأُخرى لا تحافظ على منسوب المياه إلا لأيام قليلة؟ يتوفر بالمنطقة ثمانية وعشرون سداً منفذة، وخمسة عشر سداً تحت التنفيذ، حيث تختلف السدود في نوعية تنفيذ السد والغرض الذي أُنشئ من أجله؛ فمنها سدود لتأمين مياه الشرب مثل سد "ثراد" و"وادي العقيق" و"الجنابين" و"الأحسبة" وكذلك "قلوه"، حيث تم إنشاء محطات تنقية عليها، وهناك سدود أُخرى أُنشئت لغرض رفع منسوب المياه بالآبار بما يسمى "الاستعاضة" وهناك سدود حماية للتحكم. سد "وادي عردة" *ما هي أسباب تأخير تنفيذ مشروع سد "وادي عردة" وهل يعود التأخير إلى المقاول أو الوزارة؟ - حقيقة إن التأخير في التنفيذ من المقاول؛ حيث تأخر عن المدة المقررة والتي اعتمدت ب60 شهراً، حيث لم يتمكن المقاول من التنفيذ في الفترة المحددة؛ وقد منح مدة إضافية من قبل الوزارة، وسيتم بمشيئة الله الانتهاء منه في المدة الإضافية؛ حيث بلغت نسبة الإنجاز لمشروع السد حوالي (47%) وهذه نسبة جيدة ونتوقع الانتهاء من تنفيذ السد خلال عام تقريباً. تسرب سد ثراد *بدأ القلق لدى كثير من المجاورين لسد "ثراد" بوجود تسرب فيه؛ مما يعني تأثره في المدة المقبلة فما ردكم حول ذلك؟ أولاً أحب أن أطمئن المواطنين بأن هذا الشيء لم يحدث، وأن هذا السد منفذ بأعلى وأرقى المواصفات الهندسية، كما أن المقاول المنفذ من أفضل المقاولين، ولديه عدد كبير من المشاريع على مستوى الوزارة، وأود أن أُؤكد لكم ولأبناء المنطقة عامة وللمجاورين للسد بأن هذا غير صحيح ولا يوجد مشكلة. لا مشاكل مع الأمطار *خلال العامين الماضيين يتكدس المواطنون بجوار المناهل، إضافة إلى كثرة مشاكل توزيع المياه بها، فهل يمكن حدوث ذلك هذا العام؟ - نحمد الله ونشكره حيث منّ علينا هذا العام بكميات كبيرة من الأمطار، أما ما حدث في العامين الماضيين فكان سببه قلة الإمطار؛ لأن المنطقة تعتمد في مصادر المياه على السدود التي تختزن كميات مياه الأمطار؛ وهذا سبب رئيسي لعدم توفر المياه وحدوث المشاكل، أما هذا العام فلن يكون هناك أزمة أبداً، ونحن مستعدون على تشغيل المناهل على مدار الساعة، كما أحب أن أؤكد إن الأمور مطمئنة وتسير وفق رؤية واضحة تخدم أبناء المنطقة. الشركة الوطنية للمياه *هناك توجيه من المقام السامي بإنشاء الشركة الوطنية للمياه، تعمل في كل منطقة نود منكم توضيح كيفية عملها ومتى يبدأ العمل بها في المنطقة؟ من ضمن خطط الحكومة تخصيص كثير من القطاعات ومنها المياه، وفعلاً صدر الأمر السامي الكريم بإنشاء شركة المياه الوطنية، وتسلمت مشاريع في كل من الرياضوجدة، وسوف تأتي بقية المناطق تباعاً وفق الخطة المحددة للشركة. فروع المياه *هل يعني ذلك إلغاء وجود فروع المياه بالمناطق؟ ستبقى كل إدارة على ما هي عليه، والشركة سيكون لها مشاريع التنفيذ والتشغيل، وستعمل الإدارة بجانبها؛ بحيث يكون عمل الإدارة والشركة تكاملياً لخدمة المستفيد والمواطن.