افتتح صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار معرض الحرف اليدوية أحد الفعاليات المصاحبة للمؤتمر الدولي الأول للتراث العمراني في الدول الإسلامية، بحضور الأمير الدكتور عبدالعزيز بن عياف أمين منطقة الرياض، وعدد من المسؤولين الضيوف من أقطار العالم الإسلامي. وتجول سموه مع الحضور في أجنحة المعرض واطلع على عدد من الأعمال التي نفذها الحرفيون، مستمعاً إلى شرح مفصل عن كل عمل، ثم توجه سموه إلى أجنحة البنائين السعوديين الذين استعرضوا أشكال البناء التقليدي في مختلف مناطق المملكة من خلال نماذج حقيقية بنيت بأيديهم على أرض المعرض، وبعد أن أتم سموه جولته في المعرض، توجه مع ضيوفه لحضور البرنامج الثقافي الذي نظمته أمانة مدينة الرياض احتفاء بهذه الفعالية، واحتوى على عدد من الفقرات الشعبية التي مثّلت مختلف مناطق المملكة، ومنها عرضة العزاوي من جيزان، والسامري من عنيزة، والرايح من المنطقة الجنوبية، والمزمار من الغربية، إضافة إلى العرضة السعودية التي شارك سموه في ادائها. ويضم المعرض حرفا لأكثر من 13 دولة تقاسمت أجنحة في المعرض لاستعراض منتجاتهم المصنوعة - بإمكانيات محدودة - من مواد مختلفة كالخشب والفلين والطين والسيراميك وغيرها. وأكد الحرفيون حرصهم على إقناع كل زائر أن الحفاظ على هذا الإرث ليس ترفاً حضارياً محضاً، وأن هذه المشغولات قد تتيح دخلاً معقولاً إن تم استثمارها صناعيا. وأكد فضل الزلب من اليمن وهو نحات يجيد سبك المعادن وتركيب الديكورات الجبصية وتقليد الآثار اليمنية القديمة التي يعرض واحدة من نماذجها تحاكي بدقة شديدة تحفةً من عهد مملكة سبأ. وشكا العارض حسين المصرفي من اليمن ضعف الدعم الرسمي لهذه الحرف، مطالبا بأن تعقد دورات تدريبية لتأهيل الحرفيين الشباب حتى لا تضيع هذه المهن في المستقبل، وأن تعمل الحكومات على شراء هذه المصنوعات البسيطة والاستغناء عن فكرة استيرادها من بعض الدول. ولا يختلف هشام صنيج من سورية عن زميليه اليمنيين في مطالبته بلفتة رسمية تعيد للحرف ألقها القديم، لكنه يعوّل كثيراً على هذا المؤتمر الذي سيتيح لأصواتهم أن تصل إلى المسؤولين والمعنيين مباشرة في بادرة هي الأولى من نوعها على المستوى العربي والإسلامي. وفي جناح البنائين السعوديين كان العارض علي من الباحة يبدو مستمتعاً وهو يقلب الطين بيديه لاستكمال بناء بيت قديم على الطريقة العسيرية، بينما كان جاره المسنّ أحمد فرج من ملج أنهى لمساته الأخيرة على بيت الجريد الذي بناه بمساعدة صديقه محمود فريج من أملج من جريد النخل وأحكم تشييده بأحزمة تطوقه من كل طرف. وفي جناحهم المتنوع والزاخر بكثير من المنتجات، أبدع العارضون من الأحساء في استعراض منتجاتهم الحرفية بدءًا من الديكورات الشعبية للبيوت وانتهاء بالكراسي المرتفعة التي اشتهرت بها منطقتهم، إلى جانب الفيلم الوثائقي الذي استمر عرضه في جناح الأحساء طيلة المعرض متضمناً لقطات بديعة تعرّف الزائر بتاريخ المنطقة وتراثها.