أكدت المخرجة المسرحية البحرينية كلثوم أمين على أن عدم وجود مكان لدراسة المسرح في الخليج العربي يعد أهم عائق يقف أمام الممثل الخليجي. مضيفة بالقول: «إننا في كل الخليج نملك معهدا واحدا وهو المعهد العالي للفنون المسرحية في الكويت وهو للأسف يبدو حالياً متخلفاً كثيراً عن المدارس المسرحية الحديثة». المخرجة البحرينية التي درست المسرح في باريس منذ 30 عاماً، جاءت مدينة الدمام، لتقدم محاضرة بعنوان: (أهمية ورشة التدريب المسرحي) أقيمت في جمعية الثقافة والفنون، مساء أول أمس الإثنين متحدثة عن تجربتها في تدريب الممثل من خلال تجربتها الرائدة على المستوى العربي في (الورشة الدائمة لتأهيل الممثل) والتي أسستها في البحرين عام 1999م، وانضم إليها منذ العام 2000م عشرات الشباب المسرحي من البحرين والمملكة؛ الأمر الذي انعكس على نوعية أداء الممثل المسرحي وهو ما أكده مدير المحاضرة الكاتب المسرحي عباس حايك من استفادة كثير من شباب مسرح الدمام وانعكاس ذلك على تجاربهم المسرحية خلال المشاركات المحلية والخارجية. كلثوم أمين والتي تعد العضوة العربية الوحيدة في معهد ميخائيل تشيخوف العالمي، أشادت بالتزام الممثل السعودي وعشقه للمسرح من خلال تجربتها في التدريب اليومي لشباب المسرح السعودي، كاشفة بأنها كثيرا ما تقول لشباب المسرح البحريني: «يا ريت تلتزمون بالوقت كما يلتزم به الممثل السعودي». مشيرة إلى أن الممثل السعودي عندما يحضر الورشة يأتي قبل ساعة. مضيفة: وكم أكبرت إبراهيم بادي عندما أخذ سيارة وقطع 14 ساعة من مكة ليحضر ورشة التدريب في البحرين. الأمسية المسرحية التي شهدت حضورا مشتركا، طالبت فيه ممثلات مسرحيات سعوديات بأن يحصلن على فرصة تدريب مسرحي في ورشة كلثوم أمين الأمر الذي استجابت له المخرجة البحرينية مباشرة، واعدة الفتيات السعوديات بدورة تدريب خاص في التمثيل المسرحي بعد أن داخلت إحدى الممثلات السعوديات وقالت: أريد أن أصل إليك إنه لم يعد هنالك فقط شاب سعودي في المسرح وإنما شباب وشابات سعوديات في إشارة إلى دخول المرأة السعودية إلى المسرح عبر إقامة مجموعة عروض نسائية. وقد أكدت كلثوم أمين خلال المحاضرة على أهمية التدريب المسرحي، فاصلة مسألة التدريب عن الإخراج، ومشددة على أن التدريب يحتاج إلى تخصص وأنه لا يكفي أن يأخذ أحد دورة واحدة في التدريب المسرحي كي يقوم بتدريب الآخرين، مقللة من أهمية الموهبة على حساب التدريب المسرحي والتي تراه أنه الأقدر في صقل قدرات الممثل. وتحدثت مخرجة (حكاية نمرة) في ورقتها المسرحية حول تاريخ الورش المسرحية ما قبل ستلافسكي (1907) مرجعة بداية تدريب الممثل إلى فرنسا وتحديداً إلى القرن التاسع عشر. كما عرض خلال المحاضرة تسجيل تلفزيوني حول ورشة كلثوم أمين المسرحية. يذكر أن أمين خريجة الكونسير فاتوار الحر للسينما الفرنسية، تخصص مونتاج سينمائي، وقد درست المسرح في جامعة باريس الثامنة وهي تلميذة البروفيسور ايفلوريل احد مؤسسي مسرح الحركة وعضوة في معهد ميخائيل تشيخوف، إلى جانب العديد من النشاطات المسرحية حول العالم بوصفها مصممة كولوغرافيا ومدربة و مخرجة عروض مسرحية.