في إطار متابعته المستمرة لأحوال المواطنين في الداخل والخارج، طلب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من أخيه سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر الشقيقة العفو عن السجناء السعوديين الموقوفين في قطر. وقد استجاب سموه لطلب خادم الحرمين الشريفين ووجه بالعفو عنهم وتم بالفعل إطلاق سراحهم وعادوا إلى المملكة أمس. وقد ثمّن خادم الحرمين الشريفين لأخيه سمو أمير دولة قطر الشقيقة هذه الاستجابة الكريمة وإصدار قرار العفو، منوهاً بعمق الروابط ووشائج القربى وحسن الجوار التي تجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين وسعي القيادتين لتعزيزها لما فيه المصلحة المشتركة. وكان مصدر مسؤول بوزارة الخارجية القطرية أعلن في بيان أمس أنه استجابة لرغبة من اخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أصدر سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني امير قطر قرارا اميريا بالعفو عن عدد من المحكوم عليهم. وقال المصدر ان هؤلاء غادروا الدوحة بعد ظهر أمس برفقة صاحب السمو الملكي الامير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب رئيس الحرس الوطني للشؤون التنفيذية. وكان صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر استقبل في الديوان الأميري امس صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود نائب رئيس الحرس الوطني للشؤون التنفيذية. وحضر المقابلة معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية. وقد أقام سمو أمير دولة قطر مأدبة غداء تكريماً لصاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز والوفد المرافق له. وكان سمو الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز قد وصل إلى الدوحة في وقت سابق امس واستقبله في مطار الدوحة الدولي معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني. وكان حكم في ايار (مايو) 2001 على 19 متهما بالاعدام، لم ينفذ منها اي حكم. كما صدرت احكام اخرى بالسجن المؤبد ضد عشرين آخرين وتمت تبرئة 29 متهما في القضية نفسها. من جانب آخر، اكد عبدالرحمن بن حمد العطية الامين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية أن مسيرة مجلس التعاون الخليجي تعيش عصرها الذهبي لما تشهده من انجازات لامست الحياة اليومية للمواطن، مشيرا الى ان المجلس انتقل خلال العقد الثالث من عمره إلى مرحلة جديدة جوهرها التكامل والوحدة وذلك باتخاذه عدداً من القرارات المهمة كإنشاء الاتحاد الجمركي ثم السوق الخليجية المشتركة والاتحاد النقدي والربط الكهربائي ومن المؤمل أن يجري في العام المقبل الإعلان عن إنشاء هيئة خليجية لسكة حديد دول مجلس التعاون للإشراف على تنفيذ هذا المشروع بكامله والتنسيق مع دوله. وقال العطية فى حديث صحافي نشر أخيراً لمناسبة الذكرى التاسعة والعشرين لقيام مجلس التعاون ان المجلس يستمد قابليته على الاستمرارية والعطاء من عوامل عدة، أهمها إيمان قادة دول المجلس، حفظهم الله، بأن مجلس التعاون خيار استراتيجي لتحقيق الأمن والاستقرار، والتنمية والرخاء، من خلال العمل المشترك وهي قناعة يدعمها رأي عام شعبي لديه ذات القناعات فكان السند الداعم للمسيرة والمتفاعل معها بإيجابية من خلال المطالبة برفع سقف الأهداف والطموحات، وهي في الواقع مشاعر تلقائية تنبع من انتماء وهوية أفرزتهما التجربة التاريخية المشتركة لأبناء هذه المنطقة موضحا ان مجلس التعاون عمق هذه المشاعر والتطلعات، وصاغها في إطار مؤسسي شامل بالاضافة الى عوامل أخرى تتعلق بالمنهجية التي اتبعها المجلس منذ البداية، وهي منهجية اعتمدت التدرج في الوصول إلى الأهداف من خلال خطوات مدروسة تستند إلى أرضية من القناعات بجدوى العمل المشترك فالمجلس لم يتبع أسلوب حرق المراحل أو اختزالها، واستفاد من التجارب السابقة في التكامل.