كانت عقبة ساقين ولا تزال من أهم (العقبات) التي تربط بين تهامة والحجاز، وقد ورد ذكرها في كتب المؤرخين غير مرة مما يدل على أهميتها وحيويتها لأهالي سهول تهامة وسكان المرتفعات في تنومة وما جاورها، وبالإضافة إلى كونها معبرا مهما يربط تهامة بتنومة فهي أيضا تحتوي على الكثير من الأماكن الجميلة والوديان الوارفة والتي لا تكاد تجف طوال العام مما جعلها مكانا للرحلات والتنزه، وقد كان السكان قديما يتخذونها أصداراً يسكنون فيها لبعض الوقت من السنة ابتعادا عن برودة الطقس في تنومة وطلبا للمرعى المناسب لأنعامهم، وتحتوي ساقين على الكثير من المطلات الجميلة والوديان الخلابة بمياهها وأشجارها الباسقة، وفي عقبة ساقين طريق مرصوف على شكل درج منذ القدم يربط السراة بتهامة وهي تمتد من أغوار صلبة بساقين حتى شرف تنومة وفي أعلى عقبة ساقين يقع مكان يسمى براد ثم الشرف ويبلغ طول العقبة حوالي 15 كيلو متراً، وعن سبب التسمية يقال إنها سميت بساقين لكونه يتفرع منها ومن أسفلها جبلان يشبهان قوائم السيقان فسميت ساقين، وقد ورد ذكر ساقين في العديد من المراجع ومنها ما قاله الهمداني في كتابه" صفة جزيرة العرب" حيث قال: ووادي ساقين إلى تهامة فيه محجة الحجر التهاميّة وساكنه من الحجر جبيهة جبهة الحجر، ويقول شرف البركاتي في كتابة "الرحلة اليمانية" يصف تحركات الجيش العثماني قبل أكثر من 100 عام فيقول: كان مرور الجيش من تنومة عبر عقبة ساقين يوم الثلاثاء 6/7/1329ه، وفي ساقين يوجد العديد من الأودية الجميلة ومن أشهرها وادي العضوات ووادي الفلج، ويصف الشاعر عبدالله الطنيني وادي الفلج بساقين بقوله: وادي الفلج من أجمل الأودية في ساقين ويمتاز بأشجاره الوارفة، ومياهه العذبة الجارية، ولي فيه بعض ذكريات الصِّبا، فقلت فيه هذه الأبيات، ونقلتها لكم من ديواني (ديوان الطنيني) المطبوع ص (116): ذابت حروف القصيد على صفيح الوهَج واجتازت القافية من فوق جسر القصيد يرصّها خاطر الملتاع رصّ الدّرج تنداح مثل الدّم الصافي بوسط الوريد وإلا كما الخزّ ما هو ينسجه مَن نسج يستاهله يلبسه بدر الدُّجى يوم عيد في غابةٍ تستحث الصُّبح إذا مانبلج ترسل شذاها المعطّر كل صبحٍ جديد إن كان كلّ نهَجْ نهْجٍ فانا لي نَهَج ما هي تبين الثِّمار إلا بيوم الحصيد أرسلت سهمي عسى صادفت بُرج الفرج واختار ما ينبغي وأذل حرفٍ عنيد ما كلّ خيّال خيلٍ يمتطيها سَرَجْ وما أظن عِقْد الذّهَب يزهى على كل جيد أمسيت متفاولٍ في صمت ليلٍ هَدَجْ قلبي تمنّى ولا جآته على ما يريد يا مازج الماء بجمر النار ما يمتزج حيث إن مُرّ الشّقا عكر مزاج السعيد يا ما وياما عشقنا زَرْحْ وادِ الفَلَج ظِلّه حَفِظْ وِدَّنا ما هو بظللّ السّريد عاشت على نبع صافي ليس مايٍ هَمَجْ أغصانها وارفة والظلّ فيها مديد أو صمت ليلٍ به البدر اختفى وانحرَج من طلعة الصاحب إلي مقبلٍ من بعيد تحتار في سطوته أقوى بليغ الحجج يتكسّر النور قبله مثل قطن الصّعيد يطربني الصوت من نبراته أيلا هَرَج ترقص عليه القماري في سموّ الغريد والزهر من فرحة الموقف تفتح خرج يضفي على وِدّنا ذكرى لنا فِ الرصيد تَمْحي شقا فترةٍ والفكر منها انزعج فيالها ذكرياتٍ ما عليها مزيد