اجتماع اتحاد كرة القدم الذي وصفه بعض الكتّاب بالاجتماع التاريخي كان بالفعل كذلك، وليس السبب هو زيادة عدد الفرق المشاركة في الدوري لأن هذا الخبر تم تسريبه الى الصحافة المحلية منذ فترة، إلا أن تاريخية الاجتماع تكمن انه في نفس اليوم الذي اجتمع فيه بمدينة الرياض قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج (العربي) العربية مؤكدين تضامنهم وتشاورهم الدائم كما هي عادتهم خرج اتحاد كرة القدم بقرار غريب منع بموجبه الأندية السعودية من المشاركة في بطولة الخليج للأندية، وبصرف النظر عن دافع المنع الذي لم يظهر عندما ُظلم نادي الاتفاق خلال مشاركته في البطولة الخليجية قبل الماضية، إلا أن خروج الاتحاد عن الخط الرسمي السعودي الذي يؤكد دائما وأبدا على أهمية اللحمة الخليجية هو أمر مستغرب ممن يهمهم استمرار اللقاءات الخليجية التي لها اثر غير مباشر في تعزيز المصير الخليجي المشترك، والذي يجب ألا تمسه إشكالات منشؤها طبيب غير خليجي أثار الجمهور بحركات فاضحة. كذلك تم خلال اجتماع مجلس إدارة الاتحاد اعتماد (النظام الأساسي للاتحاد السعودي لكرة القدم)، غير أن ما يلفت النظر هو الخبر الإعلامي الذي ُنشر بنفس الصيغة وبجميع الصحف بتاريخ 5 مايو 2010 الذي يشير إلى اعتماد سمو الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس (مجلس إدارة) اتحاد كرة القدم لائحة الاحتراف ولائحة وكلاء اللاعبين عقب إعادة صياغتهما من قبل لجنة الاحتراف وأوضاع اللاعبين، حيث يبدو أن هناك خطأ قانونيا وقعت به لجنة الاحتراف، لأنه يفترض أن يتم اعتماد اللائحة من (مجلس إدارة اتحاد كرة القدم) استنادا على الفقرة (ج) من المادة (الثالثة) من (اللائحة التنفيذية الموحدة للاتحادات الرياضية) والتي تنص على أن من مهام وأهداف الاتحاد (تنظيم المسابقات والبطولات والمباريات ووضع اللوائح التنفيذية الخاصة بها)، غير أن الاتحاد ووفقا لما نُشر من بيانات إعلامية صادرة عنه لم يعتمد اللائحة عبر مجلس إدارته، وبالتالي فان عدم اعتماد اللائحتين وفقا للطرق المحددة لائحيا يجعلهما غير ذي اثر قانوني وبالإمكان الطعن بعدم شرعيتهما. أيضا خلا اجتماع الاتحاد من كل ما يتعلق بإعادة تشكيل لجان الاتحاد، وهي اللجان التي أثارت لغطا كبيرا عبر التخبطات التي صاحبت قراراتها، حيث قرر المجلس في اجتماعه تشكيل لجنة لاختيار رؤساء وأعضاء اللجان العاملة في الاتحاد خلال الموسم القادم، وهو أيضا أمر يمكن فهمه في أن مجلس إدارة الاتحاد يريد إبقاء بعض الأوراق بيده لكي ينثرها عند أول إخفاق قادم للمنتخب، بحيث يصرف النظر عن الإخفاق في محاولة لإعطاء انطباع للمتابع الرياضي بأن هناك تغييرا يتم، هذا غير الورقة المعدة مسبقا لنثرها عند أي إخفاق والمتمثلة في إلغاء عقد المدرب (بيسيرو) الذي قال في تصريح له انه غير مقتنع بأداء محمد نور ومحمد الشلهوب. اجتماع تاريخي بالفعل كان ذلك الاجتماع، والتغيير الشامل والموعود المتعلق بإيجاد هيكلة جديدة لكرة القدم السعودية مؤجل إلى إشعار أخر، وربما إلى جيل آخر، وربما إلى قرن آخر.