استنكرت صحف مغربية ما أسمته "الابتزاز" الذي يتعرض له المغرب من طرف الاتحاد الأوروبي حول مسألة تسهيل إجراءات حصول المواطنين المغاربة على تأشيرة "شينغن". ويطلب الاتحاد الأوروبي من المغرب، مقابل حصوله على هذه التسهيلات، استقبال المهاجرين السريين الذين تمكنوا من الوصول إلى أوروبا انطلاقا من المغرب ولعب دور "الدركي" بالتصدي إلى الهجرة السرية المتدفقة من دول الساحل الإفريقي إلى أوروبا عبر المغرب. واعتبرت يومية "العلم" هذا المطلب من الاتحاد الأوروبي بمثابة الاعتراف بوجود عراقيل وحواجز تحول دون حصول مئات المواطنين المغاربة على تأشيرات الدخول إلى القارة العجوز. واستغربت كيف أمكن للاتحاد الأوروبي نكران الدور المهم الذي يقوم به المغرب منذ سنوات في الحد من تدفق المهاجرين السريين الأفارقة نحو أوروبا دون أن يستفيد في مقابل هذا الدور الحيوي من برامج شراكة في مستوى تطلعاته التنموية الرائدة بمنطقة شمال إفريقيا، كما تتناسى أن التصدي إلى الهجرة السرية المتدفقة من دول الساحل الإفريقي نحو المغرب ومن ثم إلى أوروبا يتطلب إمكانيات هائلة. ووصفت مفاوضات الاتحاد الأوروبي الحالية مع المغرب والمبنية على فكرة قيامه بدور "دركي أوروبا" مقابل تسهيل إجراءات حصول المواطنين المغاربة على تأشيرة "شينغن" بالابتزاز". ويشار إلى أن وسائل إعلام إسبانية نسبت إلى اينيكو لاندابورو سفير الاتحاد الأوروبي بالمغرب وجود مفاوضات حول هذا الموضوع منذ فترة بين المغرب والاتحاد بمقر الأخير ببروكسل. وبحسب ذات المصادر، فقد أقر الدبلوماسي الأوروبي أنه في حال حدوث اتفاق بين الطرفين فإنه سيتوج برفع حصة المغرب من تأشيرات "شينغين" التي تستفيد منها على الخصوص فئة رجال الأعمال والمهنيين والطلبة الذين يضطرون للتوجه إلى أوروبا بصورة منتظمة. وأفادت مصادر متطابقة أن المغرب يشترط لإبرام هذا الاتفاق ضرورة التأكد من هوية المهاجرين الذين سيتم قبول إعادة ترحيلهم إلى داخل الاراضي المغربية والحصول على منح خاصة لتأهيل فرق المراقبة الحدودية، وتزويدها بالوسائل اللازمة للعمل، وهي الشروط التي قالت ذات المصادر إن الاتحاد الأوروبي اعتبرها معقولة ووعد بالنظر فيها في غضون الأيام القليلة المقبلة.