قدم الهلال واحدة من أفضل وأجمل مبارياته الآسيوية امام ضيفه بنيو دكور الاوزبكي المدجج بالنجوم وتأهل على حسابه لربع نهائي دوري ابطال اسيا بعد ان فاز عليه 3-صفر. بلغ الهلال هدفه وضرب اكثر من عصفور بحجر واحد في مباراة "الاربعاء" فبجانب انه اسعد جماهيره بأداء جيد وانتصار عريض فقد نجح ايضا في فك طلاسم هذه المرحلة من البطولة بعد ان عاندته لاكثر من تسعة اعوام وتأهل لدور الثمانية. نجح مدرب الفريق الازرق البلجيكي غيرتيس في توظيف امكانات لاعبيه بشكل جيد واستفاد من القدرات العالية لنجومه الاجانب الذين رجحوا الكفة وأحدثوا الفارق. صحيح ان كل لاعبي الهلال في تلك المباراة كانوا نجوما ولم يقصروا في اداء واجباتهم خصوصا محمد الشلهوب الذي كان اللاعب رقم واحد لكن تأثير الأجانب كان واضحا ولافتا وهو امر يدلل على دقة اختيارهم وحسن اعدادهم. السويدي ويلهامسون الذي فاز بجائزة افضل لاعب قدم في مسابقة "الرياضية موبايلي"وحصد جوائز القناة الرياضية السعودية واصل تألقه وسجل هدفا رائعا وجهز آخرا. الروماني رادوي والبرازيلي نيفيز والكوري الجنوبي لي يون كانوا اشبه بالطواحين حرثوا الملعب ولم تهدأ لهم حركة على الاطلاق وكانوا كذلك منضبطين في تنفيذ المهام الموكلة اليهم. اعتقد ان العقلية الاحترافية التي يدير بها الأمير عبدالرحمن بن مساعد الهلال عموما وفريق الكرة تحديدا ساهمت في وصول الفريق لهذا المستوى المتطور وهذه المرحلة المتقدمة من البطولة الاسيوية. الفريق الاوزبكي بونيو دكور هو الآخر لا يقل مستوى عن الهلال ولا تنقصه الرغبة في الاستمرار بالبطولة إذ يضم في صفوفه لاعبين متميزين من بينهم البرازيلي ريفالدو والهداف الخطير حسينوف ويقوده المدرب البرازيلي الكبير سكولاري. لكن عزيمة لاعبي الهلال ودهاء مدربهم البلجيكي غيريتس وخبرة مدير الفريق سامي وحكمة ادارة ناديهم كلها عوامل كانت اكبر من ان توقفها رغبة أي فريق آخر في التفوق. تأهل الهلال مع الثمانية الكبار بجدارة وأصبحت فرصته في الفوز باللقب وتمثيل القارة الصفراء في مونديال الاندية كبيرة جدا إذا لم تحدث أي مفاجآت أو عراقيل مصطنعة كما جرت العادة في السنوات الأخيرة. نثمن جهود الأمير عبدالرحمن بن مساعد في بناء هذا الفريق ونقدر حرصه على توفير كل عوامل استقراره وتطوره من أجل ان يكون متوهجا على الدوام. لكننا لم نهضم ما قاله بعد نهاية مباراة بونيود كور من انه كان سيستقيل إذا لم يتأهل الفريق لدور الثمانية ذلك لأن ربط استمرار أي إدارة ناد من عدمها بنتيجة مباراة أمر غير مقبول. ونحمد الله الذي وفق الهلال في تلك المباراة وكتب له النصر لتبقى إدارة الأمير الشاعر على دفة القيادة لكي تتمكن من إكمال برنامجها الاستثنائي.