عرف الورل ( تمساح الصحراء ) أو الورر كما يعرف محلياً ضمن الزواحف التي يشمئز منها ابناء الجزيرة رغم معرفة اهميته في حفظ التوازن البيئي والقضاء على ثعابين الصحراء السامة واتهم انه ضمن الزواحف شديدة السمية رغم تأكيد بعض الدراسات خلو جسمه من أي حويصلات سمية فيما ذهب بعضها إلى أن الخطورة تكمن في لعابه الملوث بأشد انواع البكتيريا واكثرها تعقيدا والتي تعتبر اشد خطرا من السم نفسه. شجرة الرمرام الصحراوية الرحالة الانجليزي ديكسون تحدث ضمن كتابه عرب الصحراء عن هذا الحيوان وأتى بجملة ناقصة عما كان يعتقده أهل الجزيرة ان من يتعرض لعضة الورل لا يشفى حتى يوضع تحت ظل امرأة حامل لمدة تسعة ايام لكنه في النهاية يؤكد حقيقة اتفق عليها الجميع دون معرفة السر عن علاقة الورل بشجيرة الرمرام التي يعتقد بأنها تخلصه فورا من سموم الافاعي اذا ما لدغته فيعود إلى مصارعتها حتى القضاء عليها ، وقد عرضت احدى القنوات الرسمية قبل سنوات فلما وثائقياً لا نعلم صحته يصور ذلك الصراع الشرس بين الورل والافعى ولجوئه إلى شجرة رمرام يركض اليها كلما تعرض للعض عندما قام احدهم عبثاً باقتلاع الشجرة، واثناء بحث الورل عنها في المرة الثالثة لم يجدها فتمرغ في مكانها وخر صريعاً قبل ان يتمكن من العودة لاستئناف معركته ، إلى هنا يقول الرحالة دكسون : سأكتفي فيما يلي ببعض الملاحظات المستقاة من مذكراتي الميدانية والتي اعتقد ان القارئ سيجد فيها ما يفي حول بعض الحيوانات كالورل والخنافس والأفاعي . والحشرات بما في ذلك الجنادب ، وكنت ارغب ان أقدم للرياضيين من هواة الصيد مزيداً من المعلومات والوصف المفصل للغزلان والظباء التي تنتشر بين مناطق القرعة والدبدبة من صحراء الكويت في الشتاء والربيع ولكن لا الوقت ولا المكان يسمحان بذلك . ورل يبتلع ضباً كما اني لا استطيع ان اعالج الهر البري والذي اهدت زوجتي واحدا منه إلى حديقة حيوان مدينة لندن ولا الذئب العربي الذي يهيم في فصل الشتاء في جميع انحاء المناطق الساحلية إلى الجنوب من مدينة الكويت وسأتحدث في هذه اليومية عن (( الورل ) الذي يصل طوله إلى ثلاثة اقدام ونصف القدم ، وله لسان مشعب طويل اسود اللون يبرز كما يبرز لسان الافاعي ، والورل حيوان شرس ، ولدى مضايقته يهجم على الانسان مصدرا صوتا بفحيح افعى الكوبرا . ويستطيع ان يتحرك بسرعة عالية عند ما يكون مطارداً ، ويعتبر أعدى أعداء الضب الذي ينقض عليه حالما يقع نظره عليه وفي ثلاث حالات من اربع يهزمه ويقضي عليه بعد معركة جبارة . ويؤكد جميع البدو ان لدغة الورل سامة ولكنها نادرا ما تقتل الانسان ، غير انها تسبب له الماً لا يطاق ، والشخص الملدوغ لا يجد راحة ( لا في الشمس ولا في الظل ) كما يقول البدوي . ويعتبر البدوي الورل حيوانا قذرا ويأبى ان يأكل لحمه لكنه يتحمله لانه يخلصه من الافاعي وهو كالضب مولع بالجراد . ففي عام 1933م اثناء طيران اسراب الجراد على ارتفاع منخفض غربي واحة الجهراء تقريباً من الاطراف رأيت خمسة من الورل وثلاثة من الضب من كبار الحجم تندفع هنا وهناك كالمجانين وتقفز عالياً في الهواء وتمسك بالحشرات الطائرة . وكنت بسيارتي ومعي زوجتي فوقفنا على بعد قليل واخذنا نراقبهما من مسافة لا تزيد على خمسين ياردة ولكنهم من شدة ثورتهم وانفعالهم نسوا كل شيء عن خوفهم من السيارة ومن بني الانسان. والعدو الأول للورل بعد الضب هو الأفعى سواء كانت سامة او غير سامة وهو يقتل الافعى ويتخذ منه وجبة شهية . واذا عضته افعى سامة فإن الورل يهرع إلى اقرب شجيرة (رمرم ) ويتمرغ بالشجيرة جيداً ليأكل بعضاً من اوراقها ويقول البدو ان هذا يقوم مقام الترياق ضد سم الافعى . وعلى اية حال يبدو ان الورل لا يصاب بالأذى وان عضته اشد الافاعي سماً . وقد تعلم البدو من رؤيتهم للورل وهو يتمرغ بشجيرة الرمرم ويأكل منها بالتخلص من الآثار الضارة للدغة الافعى السامة ان الرمرم يعتبر ترياقاً شافياً من لدغة الافعى واصبحوا يستعملونه علاجاً ، ومن الواضح ان نتائجه كانت إيجابية .