لا يُستغرب أن يغرق أكثر الرجال وسامة ورجولة في حب امرأة دميمة هربت جميع سمات الأنوثة من وجهها وجسدها وأخلاقها، كما لا يمكن استغراب وقوع بنات الملوك والأمراء في عشق أبناء الرعاة والصعاليك، وهذا ما تشهد به مئات القصص في تاريخ العشق العربي والعالمي، فالحب لا يخضع لقانون معين وثابت يُمكننا من فهم أسباب نشوء مثل تلك العلاقات غير المتكافئة في جوانب عديدة، لذلك كثيراً ما نُردد عبارة (الحب أعمى) كتبرير غير مُقنع لها. وللشاعر المبدع عبدالرزاق الذيابي قصيدة تميل للطرافة يصور فيها المُفارقة الصارخة وعدم التكافؤ بين اهتماماته واهتمامات صاحبته، فحديثها يتمحور في الغالب حول مواضيع هي: عن فساتينه يسولف لي وميلاده وبرجه وآسكريم الباسكن، والتورته والشوكولاته وعن دلع بيروت والروشه وعن ساحات مَرجه والوناسه والسهر والعيد برّا وش حلاته وفي المقابل فاهتمامات الشاعر تتعلق بأمور مُختلفة كلياً عما تهتم به هي: وقمت أسولف له: عن ابن حميد وحصانه وسرجه وعن شليويح العطاوي فالزمن ومغامراته وإثر ما فالحمض أحد واصبحت للمزيون فُرجه ينتظر مني سوالف خاثره تنعش حياته والسوالف تجتمع في خاطري وتموت حَرجه وسط حلقي والذيابي حيلته ينفض عصاته وصرت مثل اللي يشيل الحيّه الزرقا بخرجه إن تركها مشكله، وإليا لمس يلمس مماته! كما نرى فالشاعر حريص هنا على توضيح حجم المفارقة والتباعد بين اهتمامات الطرفين بالمقابلة بين معالم ومكونات أنتجتها الحضارة تفضلها العاشقة، وشخصيات ومكونات ترتبط بالبيئة البدوية يحبها الشاعر العاشق؛ وتستدعي مثل هذه العلاقات غير المُتكافئة مقولة رائعة للأديب الكبير حمزة شحاته رحمه الله تحمل بين طياتها قدراً من الانزياح والصدق، يقول شحاته: «الحُب ليس أعمى، ولكنه بالتحقيق أحول، وهذا ما يجعل نتائجه أكثر تعقيداً».. ! أخيراً يقول المبدع محمد عبدالله المري رحمه الله: لحفي بستان صدرك يا عنود ما عرفنا الورد من ذاك الجنا الأوادم بين معطى ومحسود لا تزيدي في عنا الفقري عنا الفقارى ما يعرفون الورود يأكلون الورد وأولهم أنا!