الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين أجدها فرصة ان اتكلم عن جزء من سيرة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الشريدة والذي تم اختياره ضمن المكرمين ليوم الوفاء فاسعدني ذلك وسارعت في تنفيذ الطلب. وفي المقدمة لايسعني الا الشكر لكل من ساهم او نظم أو رتب او شجع لاقامة مثل هذا اليوم الذي يكرم فيه نخبة من رجالات البكيرية، ايانا لفضلهم، وشكرا لجهودهم التي بذلوها لخدمة بلدهم واهله، ورغبة في حث الاجيال القادمة على التميز والعطاء لتحذى حذوهم. والشيخ عبدالعزيز الشريدة، والذي سيتم تكريمه، قد عرفته منذ طفولتي، حيث صداقته لوالدي رحمه الله واعمامي، فهو بحسبتهم منزلة ومكانة وقدرا. رعاه الله وسدد على طريق الخير خطاه. وختم بصالح الاعمال.. عرفته من خلال مواقفه الاجابية لمصالح البلد واهلها، واعماله الدعوية والعملية والخيرية، والتي تعتبر من أندر المكتبات في المنطقة لاحتضانها لكم كبير من الكتب النادرة رأس مكتب الدعوة والارشاد حيث انه من المؤسسين له فكان داعية مرشداً مربياً كما ترأس جمعية تحفيظ القرآن الكريم فهو من المؤسسين لها أيضاً والمنظمين والمرتبين لادارتها حتى آتت كلها فصارت من أفضل الجمعيات في المنطقة حيث خرجت اجيالاً كثيرة وما زالت ولله الحمد والمنة. اشتهر - حفظه الله - بحزمه وضبطه لادارته للمدرسة عرف بجديته واهتمامه ورعايته ومتابعته للطلاب حتى خارج المدرسة عرف مربياً ناجحاً وموجهاً متميزاً فخرج أجيالاً تميزت بعطائها وجديتها وخدمتها لدينها ووطنها أم جامع النملة لسنوات طويلة وكذا الأعياد والاستسقاء وقد استفدت كثيراً من أسلوبه وطريقة طرحه وتفاعله في الالقاء واختصار الخطب مع الوفاء بمتطلبات الخطبة، تميز باختصار الموضوعات المهمة والتي تعالج قضايا متنوعة في المجتمع. اشتهر - حفظه الله - لسنوات بصلاة التراويح في نفس الجامع فكان يقصد من مواقع بعيدة ويتنادى الناس يوم ختمته لحضورها حتى يغص بهم المسجد. كان - حفظة الله - مستشاراً لكل راغب في استشارته أعطي من الخلق الرفيع والأدب الجم وخفة النفس وسعة الصدر والصدق في القول ما جعل الكل يصغي لقوله وتوجيهه وشفاعته.. عرفته - حفظه الله - تقياً وورعاً صالحاً صادقاً خاشعاً محباً للخير واهله ساعياً لخدمة الناس وخصوصاً الارامل والايتام والمحتاجين، وما حل في البلد من مشكلة إلا وله اياد بيضاء في التدخل لحلها. نسأل الله تعالى أن يجعل ذلك في ميزان اعماله وان يرفع قدره ويعلي مكانته في الدنيا والآخرة وان يكون قدوة للراغبين في التميز، فالعطاء الصادق والاخلاص في العمل هما اللذان يبقيان لصاحبه ذكراً حسناً ودعاء له عند ذكره ورفعاً لدرجاته في الآخرة. هذا جزء يسير مما عرفته عنه حيث إن المقام مقام إيجاز لامقام بسط حسناته حفظه الله. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين. * أستاذ مشارك بجامعة القصيم وامام وخطيب الجامع الكبير بالبكيرية.