قطعت وسائل منع الحمل طريقا طويلا منذ استخدمت النساء في مصر القديمة منقوع التمر والصمغ والعسل كوسيلة مساعدة لمنع الحمل. وفي أوائل القرن العشرين فقط توصل الباحثون إلى هرمون يمكن أن يمنع التبويض ومن ثم يحول دون الحمل. وفي عام 1951 نجحوا في عمل معادل صناعي لهرمون البروجيسترون. وبعدها بأعوام قليلة ، ظهرت أقراص منع الحمل: وسمحت إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية ببدء بيعها في 9 آيار/مايو عام 1960 . ومر أمس الاول الأحد 50 عاما على ظهور حبوب منع الحمل. وقالت ثريا أحمد عبيد المديرة التنفيذية لصندوق الأممالمتحدة للسكان في بيان "إن تنظيم الأسرة هو واحد من القصص الناجحة للتنمية". وأشارت عبيد " حبوب منع الحمل زادت من الخيارات المطروحة أمام النساء في أنحاء العالم حيث يمارسن حقوقهن لتحديد عدد وتوقيت إنجاب الأطفال. كما زادت أيضا من قدرة النساء على الاستفادة من فرص التعليم والتوظيف وتدعيم مساهماتهن بالنسبة لعائلاتهن ومجتمعاتهن ودولهن". ووفقا لمجلة تايم ، فإن أكثر من 100 مليون امرأة في العالم يأخذن الحبة الصغيرة وقللت دراسة نشرت في أوائل آذار/مارس ضمت 46 ألف مشاركة على مدى 40 عاما من المخاطر الصحية المرتبطة بحبوب منع الحمل. ووفقا لهذه الدراسة فإن حبة منع الحمل لا تزيد من خطر حدوث السرطان أو الأزمات القلبية، أو أي أمراض أخرى في الواقع. إلا أن الحبوب تزيد من خطر الجلطات الدموية التي يمكن أن تساهم في النوبات القلبية أو السكتات الدماغية. وفي كتاب "هذه الحبة التي توصل إليها الإنسان" شرح أستاذ الكيمياء كارل ديراسي كيف حدث هذا الإنجاز. وكان ديراسي الذي نشأ في فيينا قد هرب إلى الولاياتالمتحدة من النازي. وكان عمره 28 عاما فقط عندما نجح في تركيب مادة النورثيندرون وهي مادة تحمل خواص هرمون البروجيسترون. وهذا أفسح مجالا لابتكار الحبة واعتبر ديسراي في الواقع منذ ذلك التاريخ واحدا من الآباء الذين ابتكروا وسائل منع الحمل. وسار باحثان أمريكيان آخران هما غريغوري بينكوس وجون روك على نهج ديسراي بشكل أكبر وقاما باختبارات أكلينكية على الوسائل التي توصلا إليها اعتبارا من عام 1956 فصاعدا على النساء في بورتوريكو. وفي العام التالي أجيزت الوسيلة للاستخدام كمنظم للدورة الشهرية واستعملتها الآلاف من النساء الأمريكيات بشكل رسمي كعلاج لمشاكل الدورة قبل الموافقة عليها رسميا لأغراض منع الحمل. واعترف ديسراي بنفسه في كتابه بأنه كانت هناك سوابق رائدة قبل ذلك بأربعين عاما وذكر لودفيج هابرلاندت وهو أستاذ سابق للفيسيولوجي ( علم وظائف الآعضاء ) في إنسبروك ووصفه بأنه "أبو حبوب منع الحمل". وزرع هابرلاندت النمساوي في أرحام أنثى الأرانب بويضات حيوانات أخرى حامل من نفس النوع. ورأى أن البويضات المزروعة المحملة بهرمون البروجيستيرون منعت الحمل عند الأرانب رغم توفر الظروف الخاصة بالإخصاب. وفي كتاب "التعقيم الهرموني" لجسم الأنثى، تنبأ هابرلاندت في أوائل عام 1931 بالثورة التي نحتفل حاليا بمرور 50 عاما عليها .