لم يكن غريبًا أن يرحب بيت ثقافات العالم «منظمة اليونسكو» باستضافة حفل تسليم جائزة خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة في دورتها الثالثة، فأهداف هذه الجائزة الفريدة، تلتقي مع جهود اليونسكو في خدمة الثقافة والعلوم، وحماية الإرث الحضاري والفكري لكل الحضارات الإنسانية، وتشجيع التواصل المعرفي بين أبناء الثقافات، واستثماره في كل ما يحقق خير الإنسان. ولا شك أن ترحيب منظمة اليونسكو باستضافة حفل تسليم الجائزة، يكشف عن تقدير قيادتها والدول الأعضاء فيها لأهمية هذا المشروع، ونبل أهدافه وغاياته، في إطار تقدير دولي أشمل وأعم لمبادرات راعي الجائزة، خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين الحضارات والثقافات وأتباع الأديان، سعيًا للالتقاء حول القواسم المشتركة التي تمثل ركائز للتفاهم والتعايش السلمي، وقواعد لانطلاق برامج التنمية والتطور. وعندما نتأمل الأعمال الفائزة بالجائزة منذ انطلاق دورتها الأولى نلمس بوضوح الثمار الطيبة للتواصل المعرفي، والفوائد العظيمة المرتبطة بترجمة النتاج الفكري والعلمي والإبداعي، والقدرة على تجاوز حواجز اللغة، واختلاف الألسنة؛ لزيادة استفادة البشرية من هذا النتاج، ندرك أن تجاوز هذا الحاجز اللغوي، يفتح الأبواب أمام تجاوز حواجز أخرى، ويفتح معها آفاقاً لا حدود لها لمستقبل أفضل للإنسان أينما كان، فهنيئاً لنا جميعاً بهذا التقدير الدولي لمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- من خلال هذا المشروع العالمي الذي ينتصر للحوار، وهنيئًا لكل من تفاعل مع هذه الجائزة العالمية من أجل تحقيق أهدافها النبيلة. * نائب المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة