أوضح صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، عضو مجلس إدارة مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، رئيس مجلس أمناء جائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة، أن النجاح الكبير الذي تحقق للجائزة منذ انطلاق دورتها الأولى يكشف عن حاجة حقيقية لتفعيل آليات التواصل المعرفي بين الدول والشعوب، ورغبة المجتمع الدولي لتعزيز جهود التقارب بين الثقافات، وإغلاق الباب أمام دعاوى الصراع والصدام بين الثقافات وأتباع الأديان، والتي طالما كانت سببًا في التطرف والإرهاب ورفض الآخر. جاء ذلك في تصريح لسموه بمناسبة حفل تسليم الجائزة بمقر منظمة اليونسكو في باريس، حيث أضاف الأمير عبدالعزيز بقوله: إن تأييد المجتمع الدولي لمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين الثقافات وأتباع الأديان، يتجدد ويتواصل في احتفال ممثلي الدول الأعضاء باليونسكو بجائزته العالمية للترجمة، والتي انطلقت من رؤيته -حفظه الله- لتكون آلية للتعاون، وتعظيم الاستفادة من النتاج العلمي والفكري بين الثقافة العربية الإسلامية والثقافات الأخرى، والالتقاء حول القواسم المشتركة بما يخدم السلام والأمن الدوليين، ويرسي قواعد التعايش السلمي بين أعضاء الأسرة الإنسانية، من خلال تشجيع جهود الترجمة، لتجاوز حاجز اللغة، والذي يمثل عائقًا أمام التواصل المنشود بين البشر. وأعرب سموه عن تقديره بترحيب قيادات منظمة اليونسكو باستضافة حفل تسليم الجائزة في إطار احتفال المنظمة بالسنة الدولية للتقريب بين الثقافات (2010م)، مشيرًا إلى أن موافقة خادم الحرمين الشريفين على إقامة الحفل بالمنظمة تجسد مدى حرصه على دعم قدرة هذه الجائزة لتحقيق أهدافها النبيلة، والتأكيد على صفتها العالمية، وانفتاحها على جميع الثقافات دون تمييز بين ثقافة وأخرى، في سياق قوله: إن احتضان اليونسكو (بيت ثقافات العالم) لحفل تسليم الجائزة في دورتها الثالثة يمثّل إعلانًا دوليًّا لتضافر الجهود من أجل حوار هادف وبناء بين الحضارات الإنسانية وأتباع الأديان، حوار يحترم المكونات الدينية لكل حضارة وثقافة، وينأى عن شعارات الهيمنة أو محاولة فرض نموذج ثقافي أوحد على غيره من الثقافات، حوار يقبل بحق الاختلاف والتنوع، ويهدف إلى استثمار الطاقات في عالم يسوده السلام والعدل والإخاء. وختم الأمير عبدالعزيز حديثه معربًا عن أمله في تبني المجتمع الدولي لمشروعات ثقافية وعلمية على غرار جائزة خادم الحرمين العالمية للترجمة، وبناء آليات للتواصل بين كل الدول والشعوب على اختلاف ألسنتها وثقافتها.