سعى ديفيد أكسلرود كبير مستشاري الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى تهدئة (إسرائيل) وشدد خلال لقاء مع صحافيين يهود في واشنطن على أن الإدارة الأميركية ستستجيب لطلب (إسرائيل) ببحث قضية القدس في المرحلة الأخيرة من المفاوضات غير المباشرة مع الفلسطينيين. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية امس عن أكسلرود قوله إن "الرئيس (أوباما) وافق على أن موضوع القدس لا يمكن أن يكون الموضوع في المحادثات" وأنه "يجب أن يبقى في نهايتها". من جهة ثانية ، قال الكاتب اليهودي والحائز على جائزة نوبل للسلام ايلي فيزل إنه يشعر بأنه أقنع أوباما بإرجاء التفاوض بشأن قضية القدس، فيما دعا الوزير السابق وعضو الكنيست مائير شيطريت من حزب كديما إلى انسحاب (إسرائيل) من أحياء في أطراف القدسالشرقية لإقامة عاصمة الدولة الفلسطينية فيها. ونقلت صحيفة "هآرتس" عن فيزل قوله بعد لقائه أوباما في البيت الأبيض أول من أمس "لدي شعور بأنه يحترم نصيحتي بإرجاء البحث في القدس إلى نهاية العملية السياسية". وأضاف فيزل، الذي تناول الغداء مع أوباما "نحن صديقان منذ وقت طويل ولقاء كهذا، الذي امتد لأكثر من ساعة، عزز صداقتنا فقد كان اللقاء دافئا جدا". وتابع "أعتقد أنه فهمني بصورة أفضل وأنا أيضا أصبحت أفهم محفزاته بصورة أفضل، وقد تحدثنا عن أمور كثيرة وبعضها لا يمكنني التحدث عنها لكن الأمور أصبحت واضحة بكل تأكيد". واستدرك فيزل قائلا إن أوباما "يفهم موقفي ويحترمه لكن لا يمكنني القول إنه يوافق عليه أم لا". وأشار إلى أن "كلمة 'ضغط' (على إسرائيل) لم تذكر خلال المحادثة لكن الرئيس قال إنه أجرى محادثة هاتفية جيدة جدا مع رئيس الحكومة نتنياهو وهو يعتقد أن عملية السلام ستتقدم". وكان أوباما اتصل هاتفيا بنتنياهو مساء الاثنين الماضي وتباحثا في قرب إطلاق المفاوضات غير المباشرة بين (إسرائيل) والفلسطينيين. ويذكر أن فيزل كان نشر مؤخرا مقالا على شكل إعلان في كبرى الصحف الأميركية على خلفية الأزمة بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل ودعا فيه أوباما إلى عدم ممارسة ضغوط على نتنياهو بشأن تجميد الاستيطان في القدسالشرقية. من جانبه، دعا الوزير السابق وعضو الكنيست مائير شيطريت من حزب كديما الحكومة الإسرائيلية إلى التوقف عن إهدار الوقت والإعلان أنها مستعدة للدخول في مفاوضات مباشرة وسريعة حول كافة قضايا الحل الدائم من أجل التوصل إلى اتفاق سلام يستند إلى حدود العام 1967. وقال شيطريت للإذاعة العامة الإسرائيلية إن "بالإمكان التنازل (؟) عن بعض الأحياء العربية في القدسالشرقية وإقامة العاصمة الفلسطينية هناك". واعتبر شيطريت ان البلدة القديمة والأحياء الفلسطينية المحيطة بها والتي وصفها ب "الحوض المقدس" ستبقى تحت السيطرة الإسرائيلية "لكن سيتم ضمان الوصول إلى جميع الأماكن المقدسة بحرية".-على حد قوله- وأضاف أن "الموافقة على مبادرة السلام العربية ستمكن (إسرائيل) من تطبيع علاقاتها مع جميع الدول العربية".