نحتاج للحديث عن الاستثمار الرياضي للغة الأرقام وليس لغة "الرأي" العاطفي أو التخمين أو الصواب والخطأ، وسبق أن ذكرت بمقالة سابقة أن القطاع الرياضي لدينا "فقير" رقميا واحصائيا، فلا يمكن معرفة أي أرقام عن قيمة سوقية للرياضة لدينا، سواء النقل أو الأدوات الرياضية أو القوة الشرائية للجمهور وغيره وهنا خلل كبير. ولكن أصر على طرح كثير من القضايا الرياضية التي من وجهة نظري مغيبة أو غير مفعلة بتقديري أو أن تستثمر جيدا وتوجه الوجهة الصحيحة. الآن هناك حديث عن زيادة فرق دوري المحترفين هل تصبح 12 كما هي أو 14 فريقا طبقا لمتطلبات دولية ورياضية وفنية قد تفرض ذلك عام 2012، ولكن هي مؤجلة الآن. وأقدم رأيي بمعطيات مالية واستثمارية بحتة تماما، أولها أن يطبق الاتحاد السعودي وهيئة دوري المحترفين زيادة الفرق مباشرة، بل لا أبالغ إن قلت أن ترفع إلى 16 فريقا بالدوري، والأسباب كثيرة، أن الجمهور الرياضي (وهم العملاء لهذا السوق) في تشوق كبير لدخول أندية إقليمية مهمة لها جمهورها وشعبيتها أكثر من فرق تقترب من صدارة الدوري أو فرق الوسط، ونضرب مثالاً، بأندية التعاون والفيصلي (الصاعدين) ونادي أحد من المدينة وهجر من الأحساء ونجران وأبها والوطني والطائي وغيرها من أندية شاهدنا لها حضورا كبيرا وحماسا منقطعا، والتنافس بين أندية نفس المنطقة كبير جدا ويحظى بجماهيرية تفوق أندية كبيرة مثلا (التعاون والرائد) و(الفيصلي والحزم) و(هجر والفتح) و(الوطني والطائي) وهكذا، وحين تلعب هذه الفرق الصغيرة مع أندية كبيرة لنا أن نقدر كم سيكون الحضور الجماهيري وما يصاحب ذلك، إذا الحضور للجمهور لن يكون عقبة أو معطلا لرفع عدد الأندية وهذا سيزيد الدخل وقيمة النقل والأثر المترتب على ذلك. أيضا رفع عدد الأندية سيزيد من نقل المباريات، وبالتالي حجم النقل يتبعه إعلانات حوارات ورعاية ومدة أطول للبث، وهذا له قيمة منفصلة يجب أخذها بالحساب بعقد النقل الجديد، أيضا مفيد زيادة عدد الأندية من حيث تستفيد الأندية التي تدفع رواتب أن يعمل المدربون واللاعبون مدة أطول كزمن لا أن ينتهي الموسم قبل أوانه بأربعة أشهر من الإغلاق للأندية بل سيعمل المدرب واللاعبون والأندية مدة أطول والرواتب هي مسيرة وقت الموسم والمباريات وأيضا وقت التوقف. لكن زيادة عدد الأندية وهو المطلوب يجب أن يتبعه، رزنامة دوري مميزة وثابتة ودقيقة وتقام المباريات قدر الإمكان خلال العطلة الأسبوعية فقط لكسب جمهور أكبر، أيضا دعم للأندية باعتبار التكلفة ستزيد عليهم لأسباب كثيرة، ويجب أن يكون دعم الأندية من خلال عدة مصادر الإعانة، النقل، الإعلانات، الرعاية، التسويق وهذه مجالات كبيرة يمكن العمل عليها بتوفير الأموال للنهوض بالأندية الصغيرة قبل الكبيرة، فإعانات مليون وخمسة ملايين لا تعني شيئا للأندية التي تتكبد مئات أو عشرات الملايين، بل يجب أن يواكب ذلك رفع القيمة المالية، وهذا ممكن جدا متى قدرنا قيمة الدوري السعودي ماليا جيدا، وأسسنا ملاعب جيدة ليس لمجرد حضور مباراة، وطبقنا نظام العضوية ببطاقات، وحمينا الأندية وحقوقها ببيع أدواتها، وإجراءات كثيرة تكفل حقوق الأندية والدوري السعودي متى أردنا وأدركنا ماذا يمكن أن نكسبه بكل احترافية من الدوري السعودي الذي أساس نجاحه الجمهور الذي لم يستثمر جيدا أو تعطى حقوقه.