دعا الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد واشنطن إلى تغيير نهجها الفاشل بالنسبة للتعامل مع القضية النووية الايرانية. جاء ذلك في تصريحات أدلى بها نجاد في مقابلة تلفزيونية مع شبكة (بي.بي.إس) الامريكية نقلتها وكالة مهر الايرانية للانباء أشار فيها إلى تنامي الشعور بعدم الارتياح من الرئيس الامريكي باراك أوباما لدى الشعب الايراني قائلا "لا ينبغي على السيد أوباما أن يخضع للضغوط وعليه أن يقرر ويعمل لأنه هو رئيس الجمهورية في أمريكا". وذكرت الوكالة أن نجاد اعتبر أن وجود الأسلحة النووية يمثل أكبر خطر يهدد أمن العالم مؤكدا أن ايران لديها السبل التي تكفل نزع الأسلحة النووية ومنع الانتشار النووي وبناء عالم مفعم بالهدوء، كما أن لديها تحليلا شفافا لأسباب انعدام الأمن في العالم. وأضافت الوكالة أنه ردا على سؤال حول صفقة مبادلة اليورانيوم الايراني بوقود نووي من الخارج أوضح نجاد أن الجمهورية الاسلامية الايرانية مستعدة لعملية المبادلة التي يجب التوصل إلى اتفاق بشأنها معربا عن اعتقاده بإمكانية التوصل إلى حلول وسط في هذه القضية وتقدمت إيران باقتراحات في هذا المجال ينبغي الاتفاق على تفاصيلها من خلال المحادثات. وأضاف أنه "ينبغي الالتفات إلى أن إيران بدأت حاليا بإنتاج الوقود النووي بعد رفضهم تأمين الوقود النووي لنا وفي الحقيقة قبولنا بعملية التبادل كان من اجل البدء بالتعاون". وردا على سؤال حول تصريحات وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون التي اتهمت فيها إيران بعدم التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية قلل نجاد من أهمية تلك التصريحات داعيا كلينتون إلى تقديم أدلة ووثائق تثبت صحة ادعاءاتها. وأضاف نجاد أن "الوكالة الدولية للطاقة الذرية طرحت على إيران ستة أسئلة قانونية وقد أجابت ايران على كل تلك الأسئلة بشكل موثق وحصلنا كذلك على تأييد الوكالة الدولية في هذا الشأن إلا أن الوكالة الذرية تريدنا أن نجيب أيضا على الادعاءات الامريكية غير الموثقة ونحن لم نتعهد للوكالة الدولية للطاقة الذرية بان نجيبها على أي ادعاء تطرحه أية حكومة". وذكرت الوكالة أن نجاد أعرب عن اعتقاده بأن المشكلة لا تنتهي بإرسال اليورانيوم الايراني إلى الخارج واستبداله بوقود نووي مشددا على ضرورة حل القضية بشكل جذري بالاحتكام إلى القانون والعدالة. وأكد نجاد أن جميع المنشآت النووية الايرانية خاضعة لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية في حين لا تخضع أي من المنشآت النووية الامريكية لإشراف الوكالة الدولية. وأعلن أن إيران ترحب بنزع الأسلحة النووية من العالم وقد أعلنت صراحة أنها تعارض القنابل الذرية وهي تعمل بالتزاماتها القانونية في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية وتعتبره حقا مشروعا لها. وأضافت الوكالة أن نجاد صرح بأن "أمريكا تملك 10 آلاف قنبلة ذرية فمن يشكل خطرا على العالم هل أمريكا أم إيران التي يدعون أنها يمكن أن تصنع قنبلة ذرية في المستقبل؟" مضيفا من الواضح أن هذا الكلام يمثل قضية سياسية ومن المؤكد كذلك أن الخطر الحقيقي يأتي من البلد الذي يملك حاليا القنبلة الذرية. وكان الرئيس الايراني قد قال أمام مؤتمر مراجعة معاهدة منع الانتشار النووي بمقر الاممالمتحدة الاثنين إن التهديد الامريكي باستخدام الاسلحة النووية ضد ايران غير مقبول. ونقلت الاذاعة الايرانية في موقعها الالكتروني عن احمدي نجاد قوله في كلمته أمام المؤتمر الذي انطلق في وقت سابق أمس الاثنين إن القنبلة النووية تشكل خطرا كبيرا يهدد البشرية وليست سلاحا للدفاع. وأوضح الرئيس الايراني أن بعض الحكومات تعتبر القنبلة النووية في استراتيجياتها بانها عامل استقرار وأمن وهذا يعد من أخطائها الكبرى. واكد الرئيس احمدي نجاد ان القنبلة النووية، حتى لو كان انتاجها وامتلاكها يجري من أجل الردع فإنه اجراء "جد خطير ومناهض للامن". ويستمر مؤتمر مراجعة معاهدة منع الانتشار النووي الذي يعقد كل خمس سنوات لمدة شهر. في ذات الاطار اقترحت روسيا عقد مؤتمر دولي خاص لبحث مسألة جعل الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية. ونقلت وكالة الأنباء الروسية "نوفوستي" عن وزير الخارجية سيرغي لافروف قوله في حديث للصحافيين في موسكو امس "نقترح تعيين ممثل خاص يجري مشاورات مع جميع دول منطقة الشرق الأوسط. كما نقترح أن تتم الدعوة لعقد مؤتمر خاص لمناقشة إنشاء منطقة كهذه، خالية من أسلحة الدمار الشامل". وأضاف ان موسكو تقترح أيضاً "مجموعة أفكار أخرى تنطوي على أخذ كل دول المنطقة على عاتقها التزامات بتطبيق مختلف أنظمة عدم الانتشار المتبناة أساساً في العالم، ولكنها لم تصبح شاملة بعد". وأعرب لافروف عن أمل روسيا بأن يؤيد مؤتمر مراجعة تطبيق معاهدة عدم الانتشار النووي في نيويورك الدعوة لإعطاء الشرق الأوسط صفة "منطقة غير نووية". وبدأ مؤتمر المراجعة الاثنين على أن يختتم الثلاثاء.