أصبح حرف(د) يمثل للبعض وجاهة اجتماعية أكثر من أي شيء آخر وفُرغ أو بالأحرى أفرغ من مضمونه الأساسي! . للاسف يعتقد البعض أنه تشريف مع أنه تكليف ومسؤولية ملقاة على عاتق حامله . المعضلة التي نواجهها حاليا هي أن يكون حامل لقب الدال ملما بموضوع تخصصه فقط دون أن يكون لديه أي خلفية ثقافية اخرى ! وهنا تكمن المشكلة ! لان المجتمع يتوقع على الاقل من حامل الدال ان يمتلك خلفية جيدة عن اغلب المواضيع العامة ، او على الاقل ان يكون منفتحا للنقاش، وردوده متزنة ومبنية على طريقة موضوعية وسليمة تليق بشخص مثله. إن تمكن الدكتور من موضوع دراسته فقط هو امر بدهي ! فبعد كل هذه السنوات من الدراسة في نفس الموضوع من الطبيعي ان يصبح ملماً بأدق تفاصيله وإن لم يكن ذلك فهذه طامة كبرى بحد ذاتها ! لا يعني أن يسبق الاسم بدال أن يصبح الشخص متغطرسا ومغرورا ويترفع عن الناس بل يعني ان يصبح اكثر تواضعا وألين جانبا! إذ إنه كلما زاد علم الشخص تحتم عليه زيادة تواضعه ..الناس من حوله بطبيعتها لا تحب الا الوجه البشوش السمح غير المتكلف المنطقي في التفكير. فيجب على الدكتور ان يحاول ان يملك قلوب الناس بطلاقة محياه واخلاقه العالية اكثر مما ان يملكهم بلقبه فكثيرون هم أولئك المفكرون والعظماء الذين أثروا في مجتمعاتهم بل وربما أثروا في العالم أجمع في حين انهم لا يحملون هذا اللقب ومع ذلك لم يؤثر في عطائهم ! الحق يقال اني قابلت اناسا لا يمت لهم حرف الدال بصلة واعجبت بطريقة تفكيرهم وثقافتهم وبعد نظرهم وعندما قابلت رؤساءهم دُهشت من ضيق فكرهم وضحالة مداركهم وما أن سألت حتى وجدت الجميع يدرك تلك الحقيقة ولكن يقولون ما العمل فهو يملك حرف الدال !! اذكر انني عندما حملت لقب الدال اول مرة قبل عدة سنوات أحسست بكبر المسؤولية اكثر من أي شيء آخر فالجميع يتوقع منك الافضل في كل شيء خصوصا اني اعيش في مجتمع اجنبي . قد يكون للمجتمع ايضا دور في ذلك ربما ! يقول لي بعض الزملاء يجب ان يكون لهذا اللقب إتيكيتاً خاصا في التعامل مع الناس ! وان نظرتي ستتغير لو كنت اعيش في مجتمعنا السعودي! بما اني لا أزور الوطن الا بضعة ايام سنويا لرؤية والدتي. لكن الشيء الذي أنا متأكد منه ان الناس مغروس فيهم حب البساطة والتواضع. وللابتسامة تأثير رهيب إذ إنها تعبير عالمي انساني لا يتغير بتغير المجتمع . على العموم اتمنى من الله ان لا تتغير فكرتي وان ابقى هكذا فانا أؤمن اني شخص واحد قبل الدال وبعد ان حصلت عليه .خلقنا من هذا التراب وسنعود اليه يوما ما بدون أي ألقاب.