في إطار الاستعداد للمهرجان الشتوي السياحي الأول الذي تحتفل به منطقة جازان خلال الأيام القادمة برعاية ودعم لا محدود من سمو أمير المنطقة محمد بن ناصر بن عبدالعزيز فقد لبست كافة المحافظات ثوباً قشيباً من التطور التنموي.. السياحي وتسابقت كافة محافظات المنطقة لإظهار حسنها وجمالها وإبراز مفاتنها السياحية حيث تتوفر بها كافة مقومات السياحة الجاذبة، وتعتبر محافظة (صبيا) مدينة الفل والكادي من المحافظات السباقة والهامة في المجال السياحي حيث حبا الله المحافظة بالكثير من عناصر الجذب السياحي فهي تمتاز بمناخ دافئ شتاء وشواطئ ممتدة تقع في الغرب من المحافظة حيث شاطئ القوز بجزيرته الحالمة "الطرفة" ومياهها الدافئة النقية وأمواجها الهادئة وطيورها المهاجرة النادرة ولا يبعد شاطئ البحر عن هذه المحافظة سوى عدة كيلومترات واذا اتجهت الى الشرق من المحافظة فهناك جبال هروب ومنجد والعيدابي وبني مالك التي تشتهر بمدرجاتها الخضراء وعيونها المتدفقة ووديانها وشلالاتها العالية التي تجلب الأنظار وتسحر القلوب، وغابة السدر الكثيفة وتمتاز المحافظة بالزراعة بإنتاج أجود المحاصيل الزراعية والفواكه الموسمية مثل المانجو والتين والبابي والموز والحمضيات والرمان، وقد احتفلت المحافظة في العام المنصرم بإقامة مهرجان المانجو الثاني تحت رعاية سمو أمير المنطقة ومهندس التنمية فيها الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز كما تشتهر (صبيا) بإنتاج أجود انواع العسل الطبيعي حيث تنتشر مزارع النحل ومناحل العسل وسط غابة السدر الكثيفة التي يحتضنها الوادي المسمى باسمها ويعتبر وادي صبيا من أجمل وديان المحافظة المتدفقة بالمياه طوال العام ويعتبر معلماً سياحياً يزوره السواح والزوار والمتنزهين للجلوس على ضفاف الوادي والتمتع بمياه سيوله المتدفقة من اعالي الجبال وغاباته الكثيفة مثل غابة الأراك وغيرها من عناصر ومقومات الجذب السياحي في هذا الوادي. هذا وتشمل فعاليات البرنامج الشتوي السياحي للمهرجان الذي تحتفي به محافظة صبيا كغيرها من محافظات المنطقة على العديد من البرامج والأنشطة المتنوعة التي تناسب كافة شرائح وفئات الزوار والمتنزهين ومنها كرنفالات سياحية وقرية تراثية ومعارض أثرية وفنية ومنتديات شعرية شعبية وفنون شعبية منوعة ومطاعم شعبية تقدم كافة الوجبات التي تشتهر بها مدينة الفل والكادي وملاهي وألعاب للأطفال وقد تم تجهيز ساحة الملك عبدالعزيز للاحتفالات في وسط المحافظة لإبراز فعاليات هذا المهرجان خصوصاً في ظل ما تحظى به المحافظة هذه الأيام من تدفق سياحي كبير على شواطئها وغاباتها الخضراء ومتنزهاتها الطبيعية من المواطنين من منطقة عسير والذين يجدون في دفئ صبيا الملجأ والمتنفس هروباً من البرد القارص الذي يجتاح منطقة عسير هذه الأيام. وكما تزخر محافظة صبيا بالكثير من المواقع السياحية الخلابة فإنها كذلك زاخرة بالعديد من المواقع الأثرية التي تضرب في أعماق الزمن، وتتكئ المحافظة على موروث حضاري وتراثي بديع مما يجعلها قبلة للسائحين والزوار من المهتمين بالآثار والتراث ويضم متحف منطقة جازان الذي يقع في مدخل الشمالي لمحافظة صبيا الكثير من القطع الأثرية والمقتنيات النادرة مثل شواهد القبور والفخاريات والأواني الحجرية والقطع الحجرية القديمة التي يرجع تاريخ بعضها إلى العصر الحجر القديم والأوسط بالإضافة إلى ركن التراث الشعبي الذي يربط الأجيال الحديثة بتاريخ وتراث الأجداد في كل نواحي الحياة ومن هذا المنطلق فإن إدارة الآثار بالمنطقة قد قامت بتجهيز المتحف لاستقبال الزوار والسواح من داخل المنطقة وخارجها على مدار الساعة وتعريفهم بمقتنيات المتحف وأقسامه المتنوعة ومن أهم المواقع في محافظة صبيا.