ما لم تحدث انتفاضة نصراوية مبكرة في مواجهة الفريق اليوم أمام الهلال في إياب نصف نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين فإن النتيجة ستكون مفتوحة على كل الاحتمالات، وأبرز تلك الاحتمالات أن يكون الهلال قادراً على تكرار نتيجة الذهاب التي انتهت لمصلحته، ليس بالضرورة على الأقل ان تتكرر الخماسية؛ لكن بالإمكان ان تؤول النتيجة إلى هزيمة نصراوية ثقيلة. تلك القراءة ليست قراءة عابرة ل(ديربي الرياض) المنتظر وإنما قناعة يتبناها الكثيرون سواء من الهلاليين أو النصراويين، ولعل أكثرهم الأخيرون، إذ باتوا يضعون أيديهم على قلوبهم خشية أن تحدث أكثر من صدمة في المباراة فمن صدمة الخسارة مروراً بصدمة مغادرة البطولة وخسارة المنافسة على اللقب إلى تكرار النتيجة التاريخية التي حاقت بالفريق في مواجهة الذهاب. ما يعزز هذه الفرضية أن النصر الذي سيدخل للمباراة بعد أن رمم صفوفه بعودة الموقوفين والمصابين سيكون بحاجة للفوز بفارق ثلاثة أهداف على الأقل وهو ما سيجعله يرمي بكل ثقله هجومياً، وهو ما يعني أن دفاعاته قد تفتح على مصراعيها، وهو ما يتهدده بنتيجة معاكسة، غير ان رغبته في تحقيق المعادلة التي تبدو صعبة إن لم تكن صعبة جداً؛ ستجعله يركب الصعب لا محالة على طريقة مكره أخاك لا بطل. ولمعرفة النصراويين بأن قاموس كرة القدم لا يعرف لغة المستحيل، ولأن تجارب الفريقين على مر التاريخ تحكي تفاصيل من هذا النوع، فإنهم سيكونون ملزمين بخوض هذه المغامرة غير محمودة العواقب، وهو ما يجعل باب التوقعات مفتوحاً على مصراعيه حتى صافرة الحكم الألماني الأخيرة في المباراة. وإذا كان المنطق يقول بأن الهلالين سيكونون قلقين على النتيجة والتأهل للنهائي كوضع طبيعي لأي فريق، وعطفاً على واقع المتغيرات في النتيجة الذي عايشوها في مباراة الذهاب، فبعد أن كانوا متقدمين في الشوط الأول برباعية نظيفة تحولت المباراة بعد أحداث دراماتيكية لتنتهي بنتيجة 5-3، فإن ما هو أكثر منطقية بأن القلق سيكون مساورا للنصراويين أكثر ، إن من جهة قدرتهم على اللحاق بالنتيجة ومن ثم التأهل، أو حتى مجرد الفوز وإن لم يحدث التأهل على الأقل لحفظ ماء الوجه، فكيف بهم واحتمال حدوث خسارة تاريخية جديدة على يد الغريم وارد وبقوة.