أطلق مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني أمس أضخم وأطول حملة إعلامية من نوعها لنشر ثقافة الحوار داخل أوساط المجتمع والتوعية بأهمية الحوار داخل جميع مؤسسات المجتمع وتعزيز الوسطية وقبول الآخر وبث قيم التسامح والمحبة والإخاء بين أفراد المجتمع تحت شعار "حوارنا حياتنا". وأكد الأمين العام لمركز الحوار الوطني فيصل بن معمر أن الحملة ستستمر 10 أشهر وتم فيها الاستعانة بكافة وسائل الإعلام السعودية المقروءة والمسموعة والمرئية حيث ستشارك في الحملة جميع الصحف السعودية والقنوات الفضائية الحكومية والخاصة لإيصال رسائل الحملة التوعوية التي اختيرت بعناية لتركز على أهم المجالات التي يجب أن تكون قيم الحوار موجودة فيها لتذكير أفراد المجتمع بها. وأوضح ابن معمر خلال مؤتمر صحفي عقده ونائبه الدكتور فهد السلطان بمقر المركز بالرياض أمس أن المركز بدأ لتحقيق توجيهات القيادة الرشيدة في دخول الحوار لكل منزل بعدة مشاريع أولها الحوارات الفكرية النخبوية ثم الحوارات الشعبية إضافة إلى الدورات التدريبية ثم هذه الحملة مؤكداً في هذا الصدد على أهمية التعاون مع المسجد والأسرة والمدرسة كأركان مهمة في المجتمع لافتاً إلى أن عدد المدربين وصل لألفي مدرب فيما بلغ عدد المستفيدين من التدريب 300 ألف شخص وأصبح لدى المركز مدرب ومدربة في كافة محافظات المملكة . وأفاد د.السلطان من جانبه أن الرسالة الأولى للحملة موجهه للمسجد والثانية للمدرسة والثالثة للأسرة في حين تتنوع بقية الرسائل التوعوية لتشمل أبرز الجوانب في المجتمع التي تحتاج لترسيخ قيم الحوار فيها كالحوار مع الآخر والحوار الرياضي ومشكلة التعصب الرياضي والحوار الحضاري والحوار الإلكتروني والحوار داخل بيئة العمل التي يقضي فيها الشخص جزءا كبيرا من وقته وغيرها من رسائل تستهدف في مجملها كافة فئات المجتمع معبرا عن أمله في وصول أهداف الحملة ومؤكدا في حديثه على ضرورة تقدير الفرد للآخر باستمرار مهما كان مختلفا معنا في الرأي. جانب من المؤتمر الصحفي ولفت ابن معمر في معرض حديثه إلى أن الحملة ستركز على التذكير بأمور قد تغيب عنا في لحظات الانفعال أو التشدد أو حينما نعلّم ونحن مثقلون بأعباء أخرى فتغيب عنا هذه المبادىء مشددا في هذا الإطار على ضرورة ألا تفسر رسائل الحملة أي تفسيرات خاطئة وأن تكون واضحة للجميع مبدياً في الوقت نفسه ترحيبه بأي نقد بروح حوارية لأجل تطوير الحملة . وحذر الأمين العام لمركز الحوار من خطر حالات الانفعال والغضب داخل الأسر موضحا أن الدراسات أثبتت أنها من أهم أسباب الطلاق كما أن غياب الحوار بين الأب وأبنائه وبين الزوج وزوجته يؤثر على تركيبة المجتمع لذا جاءت هذه الحملة لتذكر الناس بالجوانب الطيبة وبأهمية وجود الحوار بينهم في كل شيء وألا يغيب في لحظات الغضب. وكشف ابن معمر في حديثه عن توجه المركز لتأسيس مركز لاستطلاعات الرأي العام وفق أحدث الإمكانيات الموجودة في العالم لقياس الرأي العام إضافة إلى إنشاء مركز تدريبي مختص بنشر ثقافة الحوار مفتوح لجميع من يرغب في الاستفادة منه في كافة مناطق المملكة طوال العام ويقوم عليه خبراء مختصون وسيكون مبناه مستقلا عن مبنى المركز. وأكد في إجابته على سؤال ل"الرياض" حول توجيه إحدى رسائل الحملة لأبنائنا المبتعثين لترسيخ قيم الحوار لديهم أكد ابن معمر على أهمية أن يتسلح أبناؤنا المبتعثون بمهارات الحوار والتواصل مع الآخر إضافة إلى مهارات التعرف على المجتمعات الأخرى مرحباً بتقديم خبرات المركز في هذاالمجال مؤكدا تعاون المركز مع وزارة التعليم العالي في ذلك . وعن تفعيل شراكات المركز مع بعض الجهات قال :إن المركز يسعى لتنشيط شراكاته مع الجهات التي وقع معها اتفاقيات ولايريدها حبرا على ورق . وحول تخصيص رسائل لنبذ الإرهاب أجاب قائلا الحوار كله لمكافحة الغلو والتطرف وعندما يحظر الحوار معناها أن هنالك وسطية واعتدالا وتسامحا ومحاربة كل السلبيات سواء كانت تطرفا أو انحلالا أو ضعفا في جوانب التعليم أو طلاقا أو غيرها. ابن معمر يعلن لوسائل الإعلام انطلاق الحملة وفي شأن ما إذا كانت الحملة قد تظهر للآخر الظواهر السلبية داخل مجتمعنا على شاشات التلفاز أوضح ابن معمر أن كل مجتمعات العالم فيها ظواهر سلبية ولانبرئ مجتمعنا منها مشيرا إلى أن الآخرين يحترمون المجتمع الذي يناقش سلبياته بكل شفافية كقضايا الطلاق التي أصبحت ظاهرة خطيرة وقضايا التعليم وغيرها ، ولم يخف في هذا السياق وجود ظواهر قليلة سلبية في مجال التعليم مؤكدا أن التعليم لايتحمل حتى الجزئيات البسيطة ويحتاج العاملون فيه لمهارات الحوار كغيرهم مؤكدا أن مجتمعنا يعاني من ضعف في مهارات الحوار. وعلق ابن معمر على إحدى الأسئلة المطالبة بتوسيع مجالات الحوار لتشمل قطاعات أوسع قائلا: نحن لا نملك عصا موسى..نحن مؤسسة تحظى بالرعاية الكريمة والتكريم لكن دورنا هو تنمية مهارات الحوار والاتصال داخل المجتمع وتقريب وجهات النظر وهو مانسعى إليه عبر مشاريعنا القائمة والمستقبلية لكن هناك جهات أخرى تقوم بدورها في القضايا الأسرية وغيرها من قضايا. وأعلن د.السلطان خلال المؤتمر عن انطلاق مشروع (قافلة الحوار)بعد مغرب الثلاثاء المقبل والذي يتكامل مع مشاريع المركز ويقوم عليه مجموعة من الشباب والشابات المتطوعين لنشر ثقافة الحوار معربا عن أمله في توسيع نشاط هذا المشروع ليشمل باقي مناطق المملكة. وكان المركز قد عرض قبيل بدء المؤتمر للصحفيين المشاركين في المؤتمر نماذج من الرسائل التوعوية التي بدأ في إطلاقها عبر وسائل الإعلام ورحب أمين عام المركز بملاحظات ومقترحات الصحفيين التي طرحوها حولها مؤكدا أنها ستؤخذ في الاعتبار.