فوجئ العديد ممن تقدموا لامتحانات لجان قياس المهارات بأسئلة من نوع حكم سماع الموسيقى وقيادة المرأة للسيارة وعن إبداء الرأي في هيئة الأمر بالمعروف ، وبسؤال المسؤولين في الإدارة العامة لشؤون المعلمين بوزارة التربية والتعليم أفادت بأنها لم تلزم المشرفين على لجان القياس بأسئلة معينة ، وهذا معناه أن المسألة اجتهاد من أعضاء اللجان ، وهو اجتهاد غير موفق وفي غير محله ، لأن هذه الأسئلة التي طرحت تدور حول مسائل خلافية قسمت مجتمعنا مع الأسف إلى قسمين مختلفين لا يمكن أن يتفقا في القريب العاجل على الأقل على رأي واحد ، وهذا من شأنه أن يضع الطالب في حرج شديد ، لأنه يشعر غصبا بأن أعضاء اللجنة متحيزون وموزعون بين أنصار هذه المسائل وبين المعارضين لها وإلا لما خطر لهم أن يسألوا هذه الأسئلة ، بل وأكثر من ذلك يخشى من أن مستقبله يتوقف على إجابته ، وأنه رهين لحظ أعمى ، فلو كان أعضاء اللجان من المعارضين لقيادة المرأة للسيارة وللموسيقى ، ومال إلى آراء لا يتبنونها فإن هذا يعني أن سقوطه مؤكد وبالعكس إذ كان أعضاء اللجان من الفريق الآخر فإن نجاحه مضمون ، فهل هذه طريقة سليمة للقياس ؟ أم أن الأفضل توجيه أسئلة تتعلق بالثقافة ومدى تمكن الطالب منها وفي مواضيع غير خلافية ، وعدا ذلك فإن مستقبل أبنائنا يعتمد على أهواء هذا الفريق أو ذاك .