اوصى امام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ صالح بن محمد ال طالب المسلمين بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته واجتناب نواهيه داعيا فضيلته لعدم استغلال حاجات المسلمين وضعفهم مطالبا الدولة بفتح المجال امام بنوك التسليف الرفيقة للإقراض الحسن. وقال في خطبة الجمعة يوم امس بالمسجد الحرام ان ايذاء المسلم يعد كبيرة من الكبائر وجريمة من المحرمات مشيرا إلى ان ملايين المسلمين يتضررون ويقع البلاء على المجتمع والامة بسبب الايذاء موضحا ان الاذية كلما انتشرت دائرتها وتوسعت كان اثم مرتكبها اعظم وعقوبته اشد. مشيرا إلى ان اللعنة تقع على من يتخلى (الفضلات) في طرقات المسلمين وظلهم فيؤذيهم في طرقاتهم وهو لا يتعدى في ذلك الاذى الا افرادا معدودين فكيف الذين يؤذون المؤمنين في دينهم وعقيدتهم وتصوراتهم. ويؤذون ألوف المسلمين فإن ذلك اذى لله ورسوله كما قال الله تعالى في الحديث القدسي المتفق عليه (يؤذيني ابن ادم) وفي القران الكريم (إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة واعد لهم عذابا مهينا). وبين فضيلته ان من اذية المسلمين خلط الحقائق وتلبيس الوقائع وتسليم الثقافة والوعي ومثل ذلك في مجال القيم والاخلاق والسلوك وكم يتأذى عموم الناس بما يعرض من مقروء ومشاهد مما يصادم الذوق العام كما يصادم الفضيلة والفطرة فضلا عن احوال الشريعة ومبادئها وهذا كله اذية للمسلمين. وتحدٍ ظاهر لدينهم ومشاعرهم حتى اصبح من يريد المحافظة على نفسه وعلى اسرته من الوقوع في الانحراف يعاني الكثير والكثير. وكشف امام وخطيب المسجد الحرام عن صورة من صور الاستغلال لحاجة الناس والتحايل على الربا الذي غطى بسحابته السوداء بلاد المسلمين وضرب في تعاملاته ظلما وعدوانا حتى دخل على من لا يريده في عقر داره ولا أن يصله غباره ابتداء من المصارف والبنوك وانتهاء بتجار التقصيد حتى تكاثرت الديون وتضاعف العوز مع قلة استفادة المدين وانعدام بركة المال. ودعا فضيلته اصحاب المال والاقتصاد ان يتقوا الله فيما بين ايديهم فغدا سوف يسألون عن ذلك كما طالب امام وخطيب المسجد الحرام ان تتوسع الدولة في فتح المجال امام بنوك التسليف الرفيقة بالاقراض الحسن لعل الربا واشباه الربا يقل في المجتمعات المسلمة ونعود ونبصر بركة المال كما دعا فضيلته اصحاب المصالح من التجار بعدم اذية المسلمين باحتكار السلع ورفع الاسعار والتضييق على المسلمين بارزاقهم ومعاشهم حتى اعمى الجشع بصائرهم وخدر الطمع مشاعرهم مشيرا فضيلته إلى ان التجارة باب كريم للرزق ولكن ذلك لا يعني الاتكاء على الضعيف واستنزاف ضعيف المسلمين منهم وقال فضيلته واسوأ من ذلك استدراجه بالديون وتحميله ما لا يحتمل لقوله تعالى (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً).