اتفق رئيسا وزراء الهند وباكستان امس الخميس على أن الحوار الوسيلة الوحيدة للمضي قدما وأمرا كبار مسؤولي البلدين للبحث في وسائل لتطبيع العلاقات ما يشير إلى عودة الدفء في العلاقات الثنائية. ويمهد الاجتماع بين رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ ونظيره الباكستاني يوسف رضا جيلاني على هامش قمة إقليمية في بوتان الطريق لمشاركة واسعة للجارتين النوويتين بجنوب شرق آسيا وخاضت الدولتان ثلاث حروب في الماضي اثنتان منهم بسبب منطقة كشمير المتنازع عليها. وقال وزير الخارجية الباكستاني محمود قرشي في إيجاز متلفز "المحادثات غيرت المناخ بين الهند وباكستان". وأعلنت وكيلة وزارة الخارجية الهندية نيروباما راو في إيجاز صحفي منفصل أن سينغ وجيلاني اتفقا على أن غياب الثقة المتبادلة يعيق التقدم في علاقات البلدين. وقالت راو "اتفقا على قيام وزيري خارجية البلدين ووكلائهما بالعمل من اجل التوصل إلى الوسائل الكفيلة باستعادة الثقة ما يمهد الطريق لإقامة حوار حقيقي بين البلدين". وذكرت أن كبار المسؤولين سيلتقون في القريب العاجل. وكانت الهند قد جمدت المحادثات المستمرة منذ أربع سنوات بين البلدين لتحسين العلاقات بعد الهجوم الإرهابي الذي استهدف العاصمة التجارية في البلاد مومباي في نوفمبر 2008 وألقى باللوم فيه على جماعة مسلحة مقرها باكستان. وتعرض البلدان لضغوط من جانب الولاياتالمتحدة لاستئناف المحادثات حيث يبدو أن خلافاتهما تؤثر على جهود باكستان في محاربة الإرهاب. وقال فيليب جي كراولي المتحدث باسم الخارجية الأمريكية امس "لقد شجعنا زعيمي الهند وباكستان لاستعادة الحوار المباشر المميز للعلاقة بين هذين البلدين في غضون السنوات القليلة الماضية". وأضاف " وتشجعنا بأنهم يتخذون خطوات لعمل ذلك". وبينما أبدت باكستان حرصا على استئناف الحوار تصر الهند حتى الآن على أن تتخذ إسلام أباد أولا إجراء ضد ما يعتقد أنهم مسؤولون عن هجوم مومباي الذي أودى بحياة 166 قتيلا. وقالت راو إن سينغ أكد على مخاوف الهند بشأن الإرهاب وزيادة عمليات التسلل عبر حدود الهند وتباطؤ التقدم في محاكمة المتورطين في الهجمات الإرهابية التي استهدفت مومباي. وأضافت "رئيس الوزراء أبلغ رئيس الوزراء جيلاني بأن الهند تعتزم مناقشة كل القضايا المشتركة مع باكستان وحل كل القضايا العالقة عبر الحوار ولكن قضية الإرهاب تعيق إحراز تقدم". وقالت إن زعيمي البلدين اتفقا على ضرورة تطبيع العلاقات بينهما وأن تعاونهما يعد أمرا حيويا لمصلحة شعوب جنوب آسيا وعقد الاجتماع على هامش قمة لدول رابطة التعاون الاقليمي لجنوب آسيا (سارك) التي تضم أفغانستان ونيبال وبوتان وسريلانكا وبنجلاديش وجزر المالديف.