الرياضة أصبحت حاضراً صناعة لذا لم تعد متابعتها مقتصرة فقط على الرياضيين، فهناك آخرون ليسوا في الوسط الرياضي وأصحاب مسؤوليات ومهام بعيدة عن الرياضة لكنهم يعشقونها سواءً حديثاً أو منذ فترة طويلة. الوجه الآخر الرياضي لغير الرياضيين تقدمه "دنيا الرياضة" عبر هذه الزاوية التي تبحث عن المختصر الرياضي المفيد في حياتهم وضيفنا اليوم هو الكاتب المعروف عبدالله ابو السمح. *متى اول مرة حضرت فيها الى الملعب لمتابعة أحدى المباريات؟ - لا أذكر أبدا اني ذهبت لمشاهدة اي مباراة لاسباب كثيرة، اولا لأني لست مغرما بالكرة الى حد تكبد مشقة الذهاب الى الملعب. ثانيا لأني لا أحب الزحام ولا التدافع ويندر في المباريات ألا يكون ازدحام وتدافع، ايام الدراسة في الثانوية كنت اذهب مع الاصدقاء لمشاهدة تدريبات نادي الوحدة في ملعبه الترابي في مكة عصر الخميس ثم نذهب الى المقهى القريب بعد المغرب لشرب الشاي، ثم تتعالى الاصوات تعليقا على اللعب واللاعبين، كان ذلك هو للتسلية الوحيدة في ذلك الزمن البعيد. * الم تغريك رواتب اللاعبين السعوديين لتقنع ابناءك بالالتحاق في الاندية؟ - لا أبدا، أحب لابنائي ان يرتزقوا من كد عقولهم لا من ركض رجولهم، كم هو مهين حين يقولون باعوا هذا اللاعب، واشتروا ذلك! * كيف ترى واقع الرياضة لدينا ومدى نهوضها من كبوتها خصوصا عدم التأهل الى كأس العالم 2010؟ - انت مثل الآخرين تحصر الرياضة في كرة القدم وهذا خطأ كبير، الاهم من ذلك الاهتمام بالالعاب الاولمبية الاخرى، لقد انفقت السعودية على تأهيل المنتخب مبالغ ضخمة كان من الممكن ان نشق به نهرا من الفرات الى البحر الاحمر او ان نصل به الى القمر، لكن الفلوس ليست كل شيء المهم المنهج والتخطيط السليم بداية من المدارس الاعدادية، اتمنى لو ننسى الكأس مؤقتا وان نبدأ من البداية الصحيحة ببرامج مدروسة وتخطيط علمي سليم، اما بهذا المتبع حاليا فلن نحقق شيئا.. صدقني! * لو طلب منك وصفة تساهم في رقي الرياضة السعودية، برأيك ماهي التوصيات التي ستحرص على ان تصل الى المسؤولين في رعاية الشباب واتحادة الكرة؟ - اعتقد ان اهم اصلاح وتطوير للنهوض بالرياضة في السعودية هو ان تخرج رعاية الشباب من سجن كرة القدم الذي حصرت كل اهتماماتها فيه، لقد تم انفاق ملايين الريالات على كرة القدم فأصبحت هي الاهتمام الوحيد ومركزه بينما بقية فروع الرياضة صارت على الهامش، هناك رياضات عديدة من الممكن ان تجذب اهتمام الشباب ونحقق فيها فوزا وانتصارات، ياليت لو نتوقف عن الاشتراك في مسابقات كرة القدم لمدة خمس سنوات ونصرف الوقت والجهد لابراز رياضات أخرى، وان نعيد خلالها التخطيط لتكوين فرق كروية أهلية وايجاد لاعبين سعوديين نختارهم من الحارات والمدراس. *ماهي المناسبة الرياضية التي حزنت من خلالها على حال المنتخب السعودي؟ المناسبة التي حزنت فيها على حال الكرة السعودية في كأس العالم 1998 حين ذهب الفريق بقضه وقضيضه الى باريس وملأوا الفنادق والشوارع مرافقين ومشجعين ثم عادوا بخفي حنين، اظنهم صدقوا انهم سيحققون نصرا دون ان يعملوا له، احدثوا ضجة ثم انطفأ كل شيء! *ماهو الشيء الذي كنت ومازلت تمقت وجوده في الرياضة؟ - ليس فقط في الرياضة، بل في مجالات العمل عموما، امقت التسيب وعدم الانضباط والخشونة خصوصا في الرياضة، ومع الاسف الرياضة عندنا وهي ترتكز في كرة القدم، لم تعلمنا شيئا، ولم تضف إلى سلوكنا، بل اظنها افسدت، وفي الحقيقة ليس عندنا رياضة، بل هي رياضة مستأجرة من بداية احضارنا او قل شراءنا لاعبين من السودان ايام الوحدة والاتحاد الى الآن من انحاء العالم، قارن بيننا ودول العالم الاول وفرق الاولمبياد عندهم، وهذا شيء نغفل عنه او نتغافل!. * ماهو آخر كتاب رياضي اطلعت عليه ولمست في محتواه توثيقاً دقيقاً للتاريخ الرياضي السعودي؟ - لم اقرأ اي كتاب عن الرياضة بل لا أقرأ التعليقات الرياضية في الصحف، الرياضة ليست من هواياتي ولاهن كذلك من هوايات ابنائي، نحن نتابع المباريات الهامة على التلفزيون، طبعا ابنائي يتحمسون كثيرا للمنتخب، ولكنه حماس محدود ولايخرجون الى الشارع ولايرفعون اعلاما، انا احمد ذلك فيهم بعيدون عن الانفعال. * كيف نوجد علاقة متوازنة بين ممارستنا للرياضة وارتيادنا بكثرة للمطاعم؟ - العلاقة المتوازنة توجد بالارادة، فكثرة الطعام تسبب السمنة والامراض، والرياضة المعتدلة تحرق الطاعم والدهون، لكن كثرتها وسواس وهوس، والتوازن والاعتدال امر مطلوب. * اذكر لنا لاعبا تظن انه جدير من حيث الشعبية بالتوعية نحو تطبيق مفهوم (العقل السليم في الجسم السليم؟) - صدقني لا اعرف فأنا لست متابعا، ولكن ربما يكون محمد علي كلاي فقد رأيته في التلفزيون مرات عدة وكانت اخباره تملأ الصحف خصوصا عندما زار السعودية. المنتخب السعودي لم يبلغ نهائيات مونديال 2010