البدانة داء عالمي تزداد نسبة الاصابة به سنوياً، ويصنف طبياً (44%) من النساء السعوديات البالغات على انهن بدينات، حيث يتجاوز معدل كتلة الجسم عندهن (30 وحدة)، وقسم كبير من هؤلاء في سن الإخصاب، ويجب تعريفهن بمخاطر السمنة على الحمل ونتائج الحمل بعد إجراء جراحات علاج البدانة والتوصيات الضرورية للإشراف على المرضى في أثناء الحمل والولادة بعد هذه الجراحات. فالبدانة ترتبط بانخفاض معدل الخصوبة ويعود ذلك لضعف أو انعدام الإباضة. كما يزداد احتمال حدوث سكري الحمل، تسمم الحمل، الولادة القيصرية، والامراض المعدية والحوامل البدينات أكثر عرضة للولادة المبكرة، والحاجة الى تحريض الولادة، وقد تستغرق الولادة وقتا أطول منه عند الحوامل ذوات الوزن الطبيعي، ويزداد احتمال ولادة جنين ميت من ضعفين الى أربعة أضعاف. وقد أصبح من الشائع لمقدمي خدمات الرعاية الصحية للمرأة مواجهة المرضى الذين إما يفكرون بإجراء أو قد أجروا عمليات لفقدان الوزن ورغم أن التدبير العلاجي للنساء اللاتي حملن بعد الخضوع لجراحات علاج البدانة، يمكن أن يكون معقدا فإن نتائج الحمل عموما بعد هذه الجراحات قد تكون أفضل، إلا أن المضاعفات الجراحية والغذائية الناجمة عن الجراحة يجب مراقبتها بدقة في فترة الحمل. ففي مرحلة ما قبل الحمل وعلى الرغم من أن معدلات الخصوبة قد تزداد بزيادة سرعة فقدان الوزن بعد الجراحة، إلا أنه لا يجب الخضوع لها بهدف علاج العقم. وينصح بتأجيل الحمل 12 إلى 24 شهرا بعد جراحة علاج البدانة لتجنب تعريض الجنين للبيئة المضطربة من سرعة فقدان وزن الأم، أما إذا حصل الحمل في وقت سابق من 12 إلى 24 شهرا بعد جراحة علاج البدانة، فمن المفيد مراقبة وزن الأم ووضعها الغذائي عن كثب، بما في ذلك عمل الموجات فوق الصوتية لرصد تطورات نمو الجنين. عند حدوث الحمل بعد جراحات علاج البدانة، تنخفض نسبة الإصابة بارتفاع ضغط الدم، سكري الحمل، تسمم الحمل، ونسبة تضخم الأجنة، ويجب استشارة المختصين بشأن زيادة الوزن والتغذية في فترة الحمل، وعمل تقويم واسع النطاق لتشخيص نقص العناصر الدقيقة في بداية الحمل، وأخذها بعين الاعتبار كمؤشر للأداء أثناء الحمل. كما يقترح استشارة جراح البدانة بخصوص الحوامل اللاتي خضعن لعملية ربط المعدة القابلة للتعديل في وقت مبكر من الحمل، أما اللاتي خضعن لجراحات علاج البدانة التي تترافق مع سوء الامتصاص فينبغي النظر في عمل اختبارات بديلة لتشخيص داء سكري الحمل. وعند ظهور أعراض بطنية واضحة عند النساء الحوامل اللاتي خضعن لجراحات علاج البدانة يجب أن يزيد الاشتباه بمضاعفات القناة الهضمية الناتجة عن التدخل الجراحي. عند الولادة لوحظ أن جراحات علاج البدانة تزيد خطورة التمزق المبكر للأغشية، ولكن مخاطر الولادة قبل الموعد، والتشوهات الخلقية، والوفاة قبل الولادة لا تزداد، كما أن جراحات علاج البدانة في حد ذاتها لا تستوجب الولادة القيصرية، على الرغم من أن معدل الولادة القيصرية في هؤلاء المرضى قد يصل الى (62%) من الولادات. بعد الحمل، فإن التشاور مع خبير التغذية قد يسهل التزام نظام غذائي يتيح للمريضة التكيف مع التغيرات الفسيولوجية للحمل والرضاعة. وينبغي النظر في إدارة وسائل منع الحمل الهرمونية بالطرائق غير الفموية للمرضى الذين يعانون سوء الامتصاص بعد جراحات علاج البدانة، لزيادة احتمال فشل وسائل منع الحمل عن طريق الفم في هذه الفئة من المرضى. * استشاري جراحة الغدد الصماء وجراحة البدانة مجمع الملك سعود الطبي