من المؤسف أن تستمر نظرة المجتمع السعودي لسطحية الأمور وقلة الثقافة لديه،.. سأذكر لكم أحد المواقف التي تعرضت لها في يوم من الأيام داخل أسوار الجامعة "وسأترك لكم القرار" أصابتني سهام الدهشة والغرابة من إحدى الزميلات ،حيث إننا كنا في محاضرة اللغة الانجليزية وكان موضوعها عن جنسيات الموسيقيين موزارت، وبتهوفن، والفنان التشكيلي ليوناردو دافنشي صاحب اللوحة الشهيرة ب"المونوليزا" ،، خرجنا قليلاً عن محور المحاضرة الرئيسي وأصبحت الأستاذة "بريطانية الأصل " تسأل عن سر ابتسامة المونوليزا وعن مكانها حالياً ..."من باب تبادل المعلومات" وكانت تلك الزميلة في السابق ممن يدعي المعرفة بجميع الأمور وأن مستوى ثقافتها لا محدود ففوجئت من سؤالها : لماذا نأخذ هذا الموضوع الآن ؟ تعجبت الاستاذة والتي بانت معالم الغرابة والتعجب على وجهِها .. فأجابت بذهول لأنها معلومات عامة تستحق المعرفة ..ومن الغريب أنكم لم تعرفوها ولم تتعلموها من قبل "كان الحوار بأكمله باللغة الانجليزية". فعجباً لتلك الطبقة التي تدعي المعرفة والثقافة وفي غضون دقائق معدودة يخرج كل واحد على أصله . بعدما شاهدت هذا الموقف لفت انتباهي كثيراً الى المناهج التعليمية ، أمن المعقل أن ما يأخذه طلاب المرحلة الابتدائية يأخذه طلاب الثانوية العامة !.. ومن الغريب أن ما يأخذه طلاب الثانوية العامة بالتحديد في اللغة العربية يأخذه طلاب الجامعات !! ماالذي تبادر إلى ذهن تلك الاستاذة ؟؟ أفكرت بتخلف الشعب أم تخلف المناهج التعليمية ؟ كنا نسمع عن تطور المناهج التعليمية أهو من خلال تطور الامر الى الاستغناء عن الكتب "الورقيات" وجعلها أقراصاً مدمجة ما يعرف ب CD ؟ أم المساواة في دمج مناهج البنين والبنات وفي نظرهم المساواة في التعليم بين الرجل والمرأة ؟! تعوّد طلاب المدارس " أهلية كانت أم حكومية" على "الدلع" من حيث الحذف والملخصات وما إلى ذلك .. أبناء المجتمع السعودي تعودوا على تكرار المعلومات في جميع المراحل التعليمية من التعليم العام إلى التعليم العالي وأصبحوا لا يريدون جديداً أو معلومة تخرج عن المعتاد .. إلى متى يخيّم ظلام الثقافة على المجتمع السعودي ؟؟ متى يحين الوقت لشروق شمس الثقافة والسماح بأن تخترق أشعتها كل منزل سعودي ليصل شعاعها الى كل فرد من أفراد أسرته ؟! أما حان الوقت لتغيير المناهج التعليمية وتطورها ؟! أما حان الوقت الى تطوير مفهوم الثقافة ؟؟