أزعم كثيراً أن مقال الكاتبة عالية الشلهوب في جريدتكم الموقرة العدد 15233 في 23/3/1431ه لامس الجرح.. وشخص الداء العضال الذي ينهش في مجتمعنا وهو سد الذرائع الذي شخص كثيراً من قضايا مجتمعنا في غير محلها الشرعي مما نتج عنه وضع كثير من العراقيل في أنماط حياتنا اليومية وازدواجية مقيتة في سلوكياتنا وأنماط تفكيرنا. إن قضية تأنيث بيع المحلات النسائية لها القدح المعلى في هذا المجال فالمانعون يقولون من باب سد الذرائع لأنه سيفضي لبعض المحظورات الشرعية تجتمع كلها في اختلاط النساء بالرجال.. ولكن حقيقة الوضع لكل ذي بصيرة أن أسواقنا كلها في مدننا ومحافظاتنا تعج بكثير من المشاكل الناتجة عن هذا الوضع المائل والاعوجاج في سلوك كثير من البائعين والتلاعب بأعراض المسلمات والتحرش بهن.. فليس للمرأة المسلمة كرامة ولا خصوصية في أسواقنا.. أسألوا إن شئتم في ذلك رجال الحسبة.. أقرأوا ما ينشر في احصائياتهم.. اكتبوا لجميع مراكز الهيئة عن وضع الأسواق.. وإشكاليات البائعين وتلاعب كثير منهم بأعراض المسلمات.. أعتقد أنه إقرار طبيعي ناتج عن وسيلة الحديث المباشر بين الباعة الرجال (ذوي الهيئات الجميلة والشعور المدهونة والروائح المنعشة) وبين النساء المتسوقات والتي تشتري منه حتى أدق تفاصيل خصوصياتها.. وماذا بعد أيها المسؤولين؟ وماذا بعد أيها المانعون؟ لقد عبث هؤلاء الرجال الغرباء كثيراً؟ وعاثوا في الأرض فساداً؟ ونحن لا نحرك ساكناً.. نجيد فن الممانعة.. ونكتب لوائح المنع.. ونقدح في النوايا.. ونعترض لمجرد الاعتراض.. ونقول من باب سد الذرائع.. ولا نشخص المشكلة ولا نطرح لها حلولاً.. إن من باب سد الذرائع أن نمنع الرجال من البيع في محلات النساء أليس كذلك.. أليست القاعدة الشرعية بهذا الشكل؟.. إن من في قلبه مثقال ذرة من غيرة ليندي جبينه وترتعد فرائصه من هذا الوضع المزري والذي لا يحتاج لحملة مقاطعة المحلات التي تباع فيها الملابس النسائية من قبل الرجال كما تطالب عالية الشلهوب.. ولا يحتاج لتفعيل قرار تحديد عمر البائع بأكثر من (40) عاماً لأن هذه مسكنات لا تفي بالغرض وحلول مؤقتة لا تعالج المشكلة.. إن حقيقة الأمر أكبر من ذلك بكثير.. إنه يحتاج لتدخل عاجل وفوري من ولاة الأمر حفظهم الله لتمكين المرأة السعودية (بالذات) من البيع المباشر في محلات النساء وللنساء فقط ونحقق بذلك جملة فوائد دينية وأخلاقية.. وفوائد دنيوية لا تخفى على ذي بصيرة.. نعم لا يفتح على مصراعيه بل بضوابط معينة ليس المجال الاسهاب فيها.. وأيضاً لا تحجر واسعاً يا جماعة.