بكامل التراكمات التي أعرفها منذ القدم أنا فرحة ، مصدر فرحي الشيخ محمد النجيمي الذي ذهب لحضور يوم المرأة في الكويت ، رغم أنني اعلم أن يوم المرأة مضى عليه وقت طويل تحديدا هو في 8 مارس (آذار) ، لكن مجرد حضوره لمناسبة تتعلق بالمرأة ومنبثقة من الميثاق العالمي لحقوق الإنسان فيعني أن الشيخ المبجل يعمل مراجعات لقناعاته . إلقاء الشيخ النجيمي محاضرة تتعلق بالمرأة والشريعة في جمع من السيدات شيء جميل جدا ، سبق أن أقيم في الشرقية (هيئة حقوق الإنسان) ملتقى الامان للمرأة ، وقدم الشيخ د. يوسف الجبر محاضرته عن المرأة والشريعة ، وطبعا الشيخ يوسف مشهود له بالتبحر بالشريعة الإسلامية والقضاء . كان هناك قاعتا مختلفتان ، قاعة رجالية وأخرى نسائية .وقد قام د. يوسف بجهد جميل ، ووضح كثيرا من الأمور الغائبة عنا.. أعود لجمع السيدات اللاتي كان النجيمي بحضرتهن، سيدات فاضلات بعضهن محجبات وبعضهن بدون حجاب ، الذي ربما أغضبني ويغضب بعض السيدات الحاضرات أن الشيخ الفاضل ، قال عنهن إنهن من القواعد ، بمعنى أنهن دخلن مدخل الرجال ، فتعامل الشيخ النجيمي معهن كما يتعامل مع الرجال ، وهو ما يجعل اختلاطه بهن غير اختلاطه بشابات صغيرات السن ، يثرن فيه شيئا ما ، فأكل وشرب وضحك .. الصور التي وصلتنا هي لسيدات فضليات أنيقات ولطيفات ، ونحن نعرف أناقة السيدات الكويتيات وحرص أغلبهن على الظهور بمظهر مريح للنفس . وبذا يكون الشيخ محمد النجيمي قد مر بتجربة ناجحة جدا ، إنها تجربة اختلاط حقيقي ، اختلاط من أجل مبدأ ومحاضرة ، اختلاط في مجال عمل إن صح التعبير . التجربة التي اجتازها الشيخ النجيمي ويحاول التملص منها ، تجربة طيبة حقيقية ، لتعرفه أن هناك اختلاطا ايجابيا ، خاصة حين لا نفكر بنوع الطرف الآخر ، إنما بإنسان نتبادل معه أفكارا ومعرفة . ونلغي الفروق الجنسية ، عقل مقابل عقل ، لا رجل مقابل نساء أو امرأة مقابل رجال . عندئذ لن نستطيع أن نفلت من الدائرة الضيقة ونبقى نحاصر ذواتنا بها ، ونحاصر الناس معنا ونمنع التواصل المثمر بحجة الخوف من شبح نحن من ينهضه أو يقبره في داخل كل منا ، نساء كنا أم رجالا .. لذا لست غاضبة منه لأنه مارس ما يحرمه ، ولا شامتة به .. إنما هو إنسان اجتهد فأخطأ ، وجرب فلعله يعرف الصحيح من الخطأ .. ويراجع أفكاره ..ولعله تأكد أن آخر شيء ممكن أن يأتي على ذهن رجل جاد أو امرأة جادة هو الجنس ، فالجنس له زمنه ومكانه وشرعيته .. من حق الشيخ التجربة ومن حقنا أن يعلمنا عن تلك التجربة لا أن يقول إن النساء كن قواعد ، وكأنه يأسف لعدم وجود كواعب أترابا . أما قضيته مع الناشطة الكويتية عائشة الرشيد فتلك حكاية أخرى ..