تشهد قرية النبي صالح شمال غربي رام الله أسبوعياً ومنذ عدة شهور، تظاهرات، بمشاركة أهالي القرى المجاورة ومتضامنين دوليين، احتجاجاً على استيلاء الارهابيين اليهود من مستعمرة "حلميش" على قطعة أرض، تضم كهوفا وينابيع، قرب سياج المستعمرة المقامة أصلاً على أراضي قريتي النبي صالح ودير نظام المتجاورتين. هذه الفعاليات تبدأ عقب صلاة الجمعة من كل اسبوع، حيث ينطلق المشاركون باتجاه الاراضي المهددة والواقعة على مقربة من الطريق المؤدية الى قرية عابود، لكن قوات الاحتلال التي تبدأ بالاحتشاد منذ ساعات الصباح، تعترض طريقهم وتعتدي عليهم بكل ما في جعبتها من ذخيرة، لتندلع مواجهات تستمر أحياناً حتى ساعات الليل. أسلحة وذخائر متنوعة تستخدمها قوات الاحتلال في قمع المتظاهرين، بدءا بالرصاص الحي والمعدني والمطاطي، مرورا بقنابل الصوت، والغاز بمختلف "أجيالها"، وليس انتهاء بالمياه النتنة (العادمة)، المركزة التي ترش المتظاهرين بها الجمعة وتظل رائحتها الكريهة لأيام عديدة لاحقة. اهالي قرية النبي صالح بادروا الى جمع عينات من بقايا قنابل الغاز باعتبارها الأكثر وفرة والأسهل جمعا، وعلقوها في معرض "ميداني" على سياج ممتد مقابل محطة الوقود على مدخل القرية، ليقولوا لعابري السبيل "هذا بعض مما تركه المحتلون خلفهم".