عاودت أزمة المياه الظهور مجددا في الطائف في موعدها السنوي قبل حلول موسم الصيف، وأصبح الأهالي في قلق لم تجد معه التطمينات التي أطلقها مسؤولو وزارة المياه خلال الصيف الماضي من أن هذه الأزمة لن تتكرر مرة أخرى خاصة مع قرب حلول فصل الصيف والذي دائما ما يعيش الأهالي هناك أزمة حقيقية يصعب معها حصولهم على حاوية ماء. وشهدت أحياء الطائف تأخر موعد وصول الماء عبر الشبكة لأكثر من شهر عن بعض المنازل ما دعاهم للتدافع والوقوف طوابير أمام أشياب المياه في سبيل الحصول على صهريج ماء، ومنهم من قام بتعبئة حاويات صغيرة (جراكل) تحسباً لانقطاع الماء في أي وقت ليبددوا بها العطش ويستخدموها لأغراضهم الضرورية اليومية. وعبر الأهالي عن تخوفهم من تفاقم الأزمة كما حدث في الأعوام السابقة التي ضربت بالفعل موسم الصيف السياحي وهدّدت بخسائر فادحة تلقّاها التجار وأصحاب الشقق المفروشة في مدينة الطائف بفعل انقطاعات المياه المتكررة عن وحداتهم السكنية ما ألحق الضرر بالنزلاء. وتساءل المواطنون عن وعود وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله بن عبدالرحمن الحصين التي أطلقها صيف العام الماضي عندما وقف على أزمة المياه بالطائف، وأكد من خلالها انتهاء الأزمة خلال خمسة أشهر فقط، وخاطب الأهالي قائلا: تحملونا هذا الصيف، ولن تتكرر هذه الأزمة مرة أخرى. وأرجع خلال زيارته لموقع أشياب الطائف سبب الأزمة للطاقة الاستيعابية لأنابيب المياه، وأن العمل جار لتوسعة تلك الأنابيب، لتتضاعف الكميات التي تصل إلى الطائف من 140 ألف متر مكعب إلى نحو 280 الفاً، لتحل بعدها أزمة المياه في الطائف نهائياً. وقال سالم الجعيد وفهد الشهري وبسام الغانم من سكان حي السحيلي بالطائف: إن مياه الشبكة انقطعت لأكثر من ثلاثة أسابيع، وقد هاتفنا المصلحة فأفادونا أنه لن يتم توزيع الماء لحي السحيلي إلا بعد أحد عشر يوما، وهو أمر صعب للغاية، ما جعلنا نذهب في الليل للبحث عن صهريج للماء. وأضافوا: للأسف الشديد أصبحت أزمة المياه وموعد حلول فصل الصيف توقيتا متلازما في الطائف، ونحن مازلنا ننتظر وعود الوزير التي سررنا بها العام الماضي وأعطتنا دفعة معنوية بأن أزمة المياه ستحل ولكن الحاصل اليوم وما نشاهده يؤكد أن أزمة مياه الطائف لم يطرأ عليها أي تحسن في ظل بوادرها لهذا الصيف. وأكدوا أن أصحاب (الصهاريج) ينتظرون نشوب الأزمة ليرفعوا الأسعار مستغلين حاجة الناس للماء. انتظار طويل للحصول على الماء