حالة الانسجام والأخوة التي يعيشها شعبا المملكة والبحرين لم تأتِ نتيجة للتطور المدني والحضاري الذي تعيشه دول الخليج والتقدم التقني والثورة المعلوماتية التي جعلت العالم قرية. إنما كانت بجهد أسس له قادة البلدين فنشأ في داخل كل مواطن سعودي وبحريني إحساس مشترك بالأخوة والمصير الواحد، وهنا نستشهد بمقولة لسمو رئيس الوزراء البحريني الأمير خليفة بن سلمان حين قال: إن مملكة البحرين لا تنسى للملك عبدالله مواقفه الخيرة العديدة والمتواصلة، وحرصه الدائم على توثيق وتوطيد العلاقة التاريخية التي تجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين، حتى بات الشعور المعمق لدى الجميع بأنهما بلد واحد. ووثقت الكتب والمخطوطات التاريخية علاقة المملكتين سياسياً وشعبياً ففي دراسة علمية حول العلاقات السعودية البحرينية يشير الباحث طلال الطريفي إلى أن العلاقات بين البلدين كانت وثيقة وكان التقدير والاحترام هو السمة الرئيسية لها. ويستشهد الباحث هنا بأن الشيخ حمد ذكر في إحدى المرات للوكيل السياسي البريطاني في البحرين عام 1927م بأنه يسعى لإرضاء الملك عبدالعزيز وذلك لأنه كان يرى بأن الملك عبدالعزيز هو الحاكم العربي الكبير. لم تكن تلك الحفاوة على المستوى القيادي بل كانت أيضاً على المستوى الشعبي وكان ذلك واضحاً وجلياً خلال زيارة الملك عبدالعزيز إلى البحرين. وهنا نجد الباحث الطريفي يصف مشهد استقبال الشعب البحريني للملك عبدالعزيز -رحمه الله- فيذكر الطريفي في دراسته قائلاً: عندما نزل الملك عبدالعزيز إلى البحرين تدافع جمع غفير من أهالي البحرين للسلام عليه وأطلقت المدافع ورفعت الأعلام والزينات في الأسواق وكان أهالي البحرين فرحين بزيارة الملك عبدالعزيز لهم حتى أنه دخل سيارته بصعوبة لاحتشاد الناس، وكان لهذه الزيارة أثر كبير في نفوس شيوخ البحرين وأهاليها وقد أظهرت قوة التلاحم بين البلدين في تلك الفترة. الشيخ حمد بن عيسى والملك عبدالعزيز في قصر حاكم البحرين