هل تؤمن بالحظ ؟! إن"الحظ" كلمة شائعة يستعملها كثير من الناس لتعبر عن ظروفهم, ولتبرير ما يحدث في حياتهم!! والحظ قد يكون وليداً للصدفة والزمن كما تدل على ذلك قصة الكاتب الأمريكي (شروود اندرسون) وملخصها أن شاباً عرف أن عمته الثرية في بلد بعيد كانت تعالج سكرات الموت على فراش المرض, فسافر إليها لكي يدلل لها على مبلغ حبه وتعلقه بها, بالرغم من أنه لم يكن يعرفها من قبل. وعندما وصل.. وجدها حائرة في إيجاد وسيلة لتوزيع ثروتها بعد وفاتها. وعندما قدم لها الكثير من الحنان والعطف رأت العمة أن ابن أخيها يستحق أن يكون هو الوارث الوحيد لجميع ما تملك!! وهكذا نزل الحظ على ذلك الشاب من خلال مرض عمته, وكانت مصيبتها أكبر فائدة في حياته... ولكن لنتخيل أن ذلك الشاب قد وصل متأخراً, وأن عمته قضت نحبها قبل أن يراها, وأنها وهبت ثروتها لإحدى المؤسسات الخيرية, فهل يمكن للشاب أن يكون محظوظاً؟! الجواب بالطبع لأ, وهنا يكون الحظ قد انتقل إلى المؤسسة الخيرية التي ستكون محظوظة في استثمار تلك الثروة!! أما الفرصة أو الفرص التي تقود إلى الحظ فربما تكون وليدة لاجتهاد الإنسان وقوة إرادته. ونرى هذا عند كبار القادة والزعماء, حيث إن قوة إرادتهم وعملهم وإخلاصهم يؤدي إلى تقدم الشعوب بالرغم مما يلاقونه من متاعب وآلام. وكثيراً ما نرى بعض المفكرين أو المخترعين أو الفنانين يقضون أيامهم في بؤس وضنك, بينما نجد كثيراً من الجهلاء ربما ينعمون بالنعيم والثراء!!... وهناك نوع من الكاريزما أو ما يسمى بسحر الشخصية التي نراها عند بعض الزعماء والعظماء من الرجال والتي يمكن أن تجذب الحظ والنجاح. فهل كان لمعان نجم الرئيس الأمريكي روزفلت ناتجاً عن ذكائه؟ لاشك أن لذكائه دوراً في لمعانه, ولكن هذا يعود إلى ظروف أخرى مثل أخلاقه وتصرفاته ومحياه الحبيب إلى قلوب شعبه, ومع ذلك فإن الكثيرين كانوا يتمتعون بهذه الصفات, ولكنهم لم يصلوا إلى ما وصل إليه روزفلت في الشؤون البرلمانية والسياسية والعالمية. كان هناك شيء زائد, ذلك هو الإشعاع الذي يفيض من شخصيته ويجعل الآخرين يستمعون لوجهات نظره ويحترمون أفكاره ويتيحون له النجاح مهما كانت الظروف .... وسحر الشخصية أو الكاريزما نسمع عنه كثيراًً لدى جلالة الملك عبد العزيز آل سعود- طيب الله ثراه – الذي استطاع بقوة شخصيته وإرادته الماضية أن يعيد ملك آبائه وأجداده, وأن يحظى باحترام وطاعة شعبه في مختلف مناطق المملكة, وهناك الملك فيصل والملك فهد – يرحمهما الله – فقد كانا يتمتعان بكاريزما الشخصية, أما الملك عبد الله – يحفظه الله – فهو مثل رائع للكاريزما والعمل المخلص والجاد الذي أتاح له التربع على عرش قلوب شعبه, أما ما قام به من إصلاحات جذرية وأعمال إنسانية فقد جعلته بحق "ملك الإنسانية" .....فالملك عبد الله زرع بأعماله الخيرية وإنجازاته الإنسانية كل معاني الخير والمحبة في قلوب شعبه وقلوب الشعوب المحبة للخير والسلام....