توالت التعليقات بعد حوار الشيخين سعد البريك وحسن الصفار والذي أداره الإعلامي الماهر د. عبدالعزيز قاسم في قناة دليل. وقد استوقفتني تعليقات المعارضين من كلا الطرفين وتساءلت ماذا يريدون؟ أويرغبون التنافر والتشائم، والشر والفتنة؟ ولم لا يباركون هذه اللقاءات ويدعمون هذه الحوارات لتهدأ النفوس وتبطل مكائد المتربصين بالوطن السوء. إن التعايش الذي تحدث عنه الشيخان واجب وطني ومطلب حضاري ويجب تشجيعه ودعمه ومباركته، إننا نريد التعايش والتفاهم، لا الصراع والتلاكم. ان الوطن الذي نتفيأ ظلاله يحتم على كل فرد سني أو شيعي ان يسهر لحفظ أمنه وأمانه، وخيره واستقراره. وإنه لابد من تبادل الاحترام بين كل الأطراف والكف عن التجريح والإثارة، ولكل حقوقه وواجباته الوطنية. وإن مسؤولية التواصل واشاعة الألفة مسؤولية وطنية جماعية لكل فرد سواء أكان سنياً أم شيعياً. وتذكرت حواراً صار في بيت أخ شيعي بالأحساء في رمضان الماضي فحين حان موعد الافطار أفطرت وصاحبي الذي يجهل أننا في بيت شيعي وحين تأخر صاحب البيت وابناه أحمد وضياء عن الافطار بضع دقائق استنكر صاحبي ولكني قلت له أولاً تعلم أننا في بيت شيعي. وتحاورنا حول آل البيت عليهم السلام، وكيف ان السنة والشيعة يجلونهم، ويترضون عليهم، ويتسمون بأسمائهم، وكانت الجلسة أخوية واللقاء ودياً لم نغضب لتأخره وابنيه في الافطار ولم يغضب هو عند استنكار صاحبي لتأخره وامتد الحوار لجوانب أخرى وتمنينا جميعاً لو زاد التواصل، وزاد التفاهم، وتوقف التنابز، وسكت الغلاة المفرقون. وختمنا اللقاء بالترضي عن آل البيت عليهم السلام وبالترضي عن أبي بكر وعمر وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنهم جميعاً. إن الإسلام تعايش مع النصارى واليهود وذوي الديانات الأخرى فكيف يضيق المسلمون بعضهم بعضاً، ويتجادلون بالتي هي أسوأ. وإن أعداء الوطن الذين يريدون الشر، ويسعون للفرقة يدفعون من وراء ستار وبأساليب ماكرة للتباعد والكراهية، ومن ثم القطيعة والفتنة. بارك الله في الشيخين البريك والصفار، وإلى مزيد من الحوار والتواصل، والمحبة والتآلف.