خبرٌ هام كُنت أتوقع تدوينه بالأحرف الحمراء تحت صفة (عاجل ) أو (Breaking News) في أشرطة تمرير الأخبار على شاشات التلفزة العربية والعالمية لكنّه مرّ مرور الكرام لا حسّ ولا (تعليق) لدرجة أنني شككت في أنه إحدى كُذيبات ابريل لولا أن الوكالة الشهيرة ذات المصداقية العالية (رويترز) هي من بثته فتناقلته تالياً وسائل الاتصال المختلفة ، خُلاصة الخبر إعلان العالم كُلّه كمكانٍ للتسامح والتعايش السلمي بين جميع الفصائل والجماعات الدينية.!! حسناً من ذا الذي يُمكنهُ إطلاق مثل هذا الشعار الحُلم وما هي آليات تفعيله ؟؟ سأبدأ من نهاية الحكاية حيث اختتم بيان المؤتمر الذي عقد في ماردين جنوب شرق تركيا وشارك فيه (15) من أبرز رجال الدين في بلدان بينها المملكة العربية السعودية وتركيا والهند والسنغال والكويت وإيران والمغرب واندونيسيا بدعوة شيوخ الدين المسلمين لإجراء مزيد من البحوث لتفسير سياق الفتاوى التي صدرت في القرون الوسطى على القضايا العامة وإظهار ما يُرجى تحقيقه من الفهم السليم والصحيح لهذا التراث و أنه لم يعد هناك مجال لتطبيق فتوى القرن الرابع عشر الميلادي التي تقضي بالعنف المتشدد وتقسيم العالم إلى "دار إسلام" و "دار كفر"، كما لا يجوز لأي فرد مسلم أو جماعة مسلمة أن تُعلِن الحرب أو تنخرط في الجهاد من تلقاءِ نفسها. حسناً ....تلك رؤية عصرية لإعادة ترتيب علاقات البشر بمختلف أديانهم وعقائدهم كما هي دعوة للسلام والتسامح ولكن من الذي يضمن تنفيذها ؟؟ أكّد الإعلان أن ظهور الدول المدنية التي تحمي الحقوق الدينية والعرقية والقومية اقتضى إعلان العالم كله كمكان للتسامح والتعايش السلمي بين جميع الفصائل والجماعات الدينية. لهذا على الدول جميعها رفض وجود تيارات أو أحزاب تكفيرية أو متطرفة ومن يحتضنها أو يرعاها أو يسمح بنشاطاتها المُشعِلة للفتن والنزاعات فعليه مواجهة العقوبات المنصوص عليها في المعاهدات والاتفاقيات الدوليّة، عندها يُمكن القول إن الكون قد أصبح مُهيأً ليكون أكثر أماناً للأجيال القادمة.