يتحدث الرحالة الانجليزي ماكس اوبنهايم ضمن كتاب رحلة إلى بلاد شمر وبلاد شمال الجزيرة منذ اكثر من مئة عام عن ملكية الخيول عند العرب الذين يعدونها احدى مظاهر الغنى المتميزة ويبدد الاعتقاد السائد عند الغرب وما يعتقد ان اعداد الخيول التي يمتلكها العرب مرتفا جدا مفندا سبب تناقصها إلى فناء الكثير منها قتلا في حملات الغزو الدائمة والحروب طويلة الامد وذهاب الكثير منها كهدايا استرضاء للموظفين الاتراك مؤكدا ان الثغرة الكبيرة الاولى في ثروة الخيول العربية الاصيلة حدثت في عهد الخديوي عباس الاول الذي غرف ملء يديه من اموال الخزينة المصرية حيث اشترى العديد من الابل والخيول العربية النادرة التي زادت على ألف فرس ضمها إلى اسطبله بمصر ويستطرد في هذا الصدد إلى القول: ونلاحظ اثرا بالغا لشغف الحكومة الهندية بالخيول العربية الذي ظهر في العقود القليلة الاخيرة. ولعملية تصدير الخيول بالجملة إلى بمباي بموافقة السلطان، اما السوق الاوروبية فلا يصل اليها الا عدد قليل جدا من الخيول الاصيلة فعلا خاصة أن الحكومة التركية منعت تصدير الخيول منعا باتا، سواء كانت جيادا او افراسا. ويعد وسط البلاد العربية المتمثل في بلاد نجد ومجموعة الواحات الواقعة جنوبها الموطن الاصلي للخيول الاصيلة ونجد في الصحراء العربية الوسطى ان عدد الخيول اقل بكثير مما يعتقد في العادة، وينخفض هذا العدد بشكل ملفت للنظر اذا طبقنا المقاييس الصارمة التي يستعملها البدو في الحكم على الخيل الاصيلة. اما سكان المدينة فمقاييس حكمهم على اصالة الخيل أقل صرامة بكثير من مقاييس البدو، ويعتبر البدو أن خمس عائلات من الخيل وحدها تتمتع بصفة الاصالة الخالصة. وهي حسب المعتقدات الشعبية سلالات ميزها النبي محمد صلى الله عليه وسلم بانها اصيلة وتسمى (الخمسة) ولا يمكن بطبيعة الحال ان نعير هذا الاعتقاد أي أهمية لأن الخيول الاصيلة كانت موجودة قبل عهد النبي صلى الله عليه وسلم. لكن القول ينطبق فيما يتعلق بهذه الظاهره على الرأي الذي لايزال منتشرا إلى اليوم والذي يقول: ان (الخمسة) تنسب إلى خيول الملك سليمان الذي يعتقد البدو انه كان ملكا شديد البأس وله علاقة مع الجن ايضاً. ويسود الخلاف حول اسماء الخمسة الاصيلة. اما العدد (خمسة) فلا ينازع فيه أحد. ويعتقد كثير من الناس أن جميع الخيول ترجع إلى فرس واحدة هي الفرس الاسطورية كحيلان العجوز وانها خلفت جميع السلالات الخمس ومن الملفت للنظر ان الناس يذكرون الكحيلان بانتظام على انها احدى السلالات ولكل سلالة فروع خاصة بها، اما السلالات التي تحظى بأوسع نطاق من الاجماع على انها اصيلة فهي كحيلان، سقلاوي جدراني، حمداني سمري. معنقي، رشان، او سلالات كحيلان وحمدان وحدبان وسقلاوي وعبيان، وكثيرا ما تعتبر خيول جلفان ودحمان أصيلة ايضا الا انها تعتبر بصفة عامة نصف اصيلة مهجنة (كديش) ويبدو ان سلالة سقلاوي هي الاكثر عددا. ونذكر من السلالات الاخرى الجيدة عضيمان، عضيمان عامر، رويشه، معزنية، او جنوب، وطوبشه وغيرها. (هكذا قال) انتهى كلام الرحالة أوبنهايم الذي يبدو ان الترجمة خانته في تدوين بعض المسميات. ومما يذكر اختلاف الباحثين حول هذه الفصائل الرئيسية والتي ترجح اغلبها ان الفروع الخمسة هي الصقلاوي، وام عرقوب، وشويمة، والعبية، والكحيلة لكن بعض الباحثين المستشرقين حصروها في نهاية القرن التاسع عشر إلى ثلاثة اشكال رئيسية هي كحيلان، والمعنكبي، والصقلاوي وادخلوا ضمن هذه الاشكال عشرين فصيلة أخرى وثلاثمائة واربعين فصيلة متفرعة.