من يرى وادي حنيفة اليوم ويتذكر ما كان عليه قبل تطويره فإنه حتما سيلحظ القيمة العالية في استثمار المشاريع التنموية والقدرة على الابتكار وتحويل مواقع ميتة عدوة للبيئة وعشوائية، إلى مشاريع حيوية صديقة للبيئة تخدم الوطن والمواطن بعيدا عن التخبط والارتجال في التخطيط وتغليب المصالح الشخصية على مصلحة الوطن والتي عانينا منها في العديد من المشاريع الحكومية والخاصة. هذا الوادي الذي عانى لعقود من الزمن من الإهمال والاستخدام الجائر واللا مسئول وتسبب في تراكم المخلفات والنفايات وظهور عدد من الأنشطة الصناعية كالمدابغ والمسالخ والكسارات، واستنزاف موارد المياه الأرضية وتلوّثها بالإضافة إلى تكون المستنقعات والبرك المائية والتي تتسبب في انتشار الأوبئة والأمراض. مشروع وادي حنيفة والذي أعاد رسمه الأسبوع الفائت صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض بطول 80 كيلومتراً، بإشراف الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض على أعمال تطويره بتكلفة تقدر ب (600) مليون ريال حيث أصبح الوادي جاهزاً لاستقبال الزوار والمتنزهين. مثل هذا المشروع لاشك سيصبح متنفسا آخر ومعلما يضاف لمشاريع الرياض السياحية والترفيهية والجمالية، كما انه سيوجد العديد من الفرص الاستثمارية مثل المحلات التجارية والمطاعم وغيرها وهذه لاشك ستوجد فرص عمل كثيرة يستفيد منها الشباب السعودي. الفرق بين مشروع تطوير وادي حنيفة ومشروع بحيرة الصرف الصحي -أعزكم الله- والمسماة بحيرة المسك بجدة لا يحتاج إلى تعليق فالفرق شاسع، فحينما تفكر في التخلص من مشكلة تؤرق المدينة وتسعى لأن تحولها إلى مشروع حضاري سياحي ترفيهي صحي يكون متنفسا لأهلها مع جعله فرصة استثمارية للكثيرين فهذا هو قمة الإبداع والإخلاص وتغليب مصلحة الوطن، بدلا من عمل مشروع لحل مشكلة مؤقتة يصرف عليه الملايين سنويا ويصبح خطرا يحيط بالمدينة ويتربص بها ليل نهار وهذا ما نتج عن مشروع بحيرة المسك، وحاليا ترصد له مئات الملايين سنويا للتخلص من آثاره الصحية والبيئية وتستمر المشكلة وتتفاقم ولا حلول إلا بإزالته وهنا يظهر سوء التخطيط وسوء إدارة الأموال العامة. ليس بغريب أن تحظى الرياض بمثل هذه المشاريع الحيوية والمفيدة، تحية إكبار وتقدير لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز باني نهضة الرياض وصانع مجدها والذي لم يدخر جهدا في جعل الرياض واحدة من اكبر وأفضل مدن العالم رغم جغرافيتها الصعبة وسط الصحراء.. انها مسيرة نصف قرن من الزمان تكللت بالعديد من الانجازات تقودها الإرادة والإدارة التي يتمتع بها سموه حفظه الله. والشكر موصول لرجال الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض وأمانة مدينة الرياض الذين ساهموا في تحقيق رؤية سموه.