أطلق صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض أول من أمس مشروع تطوير وادي حنيفة على مسافة تزيد عن 80 كيلو متراً بعد أن أكملت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض أعمال تطويره بتكلفة تقدر ب(600)مليون ريال كما افتتح سموه 7 مواقع من عناصر المشروع، ضمت متنزهات مفتوحة، ومحطة المعالجة الحيوية للمياه كما قام أمير الرياض يرافقه عدد من رجال الاعمال بجولة ميدانية على مرافق المشروع بوادي حنيفة واطلع على أعمال التأهيل والتطوير للوادي بعد اكتمالها حيث أصبح جاهزاً لاستقبال الزوار والمتنزهين. وبدأ الحفل بعرض فيلم وثائقي عن مشروع تطوير الوادي في إمارة الرياض، تلا ذلك جولة في عدد من أجزاء المشروع استمع سموه ومرافقوه خلالها إلى شرح من المهندس آل الشيخ عن عناصر المشروع ومكوناته وما اشتمل عليه من إنشاءات وتجهيزات وتقنيات. ثم تفضل الأمير سلمان بإزاحة الستار عن اللوحات التذكارية للمشروع وعناصره المختلفة في عدد من المواقع بالوادي. وأكد عضو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض رئيس مركز المشاريع والتخطيط بالهيئة المهندس عبداللطيف بن عبدالملك آل الشيخ أن مشروع التأهيل البيئي لوادي حنيفة يمثل أحد ثمار الرعاية والدعم والمتابعة من قبل سمو أمير الرياض وسمو نائبه لكل جزء من أجزاء مدينة الرياض، وأحد صور عناية الهيئة الدائمة بالموارد البيئية وتطويرها لضمان وتعزيز رفاه العيش لأجيال الحاضر مع المحافظة على حقوق الأجيال في المستقبل. وأضاف في إجابته على سؤال ل"الرياض" أن الأمير سلمان كان مسروراً لما رآه بالمشروع الذي يضاف للمرافق السياحية لسكان الرياض مؤكداً أن سموه قاد عملية التنمية والتطوير في المشروع إضافة إلى عملية البناء والتنمية الأخرى التي تشهدها العاصمة على مدى نصف قرن وهو يشهد اليوم ثمار مازرعه. وفي سؤال ل"الرياض" عن الحقائب الاستثمارية بالمشروع أوضح آل الشيخ أن المشروع يشمل عدداً من الحقائب الاستثمارية المتعلقة بالجوانب الترويحية والتراثية وستطرح تباعاً لتقديم خدمات للمتنزهين وبعض هذه الحقائب طرح كمشروع التلفريك الذي تم توقيع عقده وسيكون فوق محطة المعالجة وسيفتتح قريباً ويحيط به مقاهي ومطاعم ،مشيرا إلى أن الخطة القادمة هي تحسين 40 وادياً فرعياً رافداً بعضها يتجاوز طوله 35 كيلاً إضافة إلى تحسين البحيرات النهائية في الحائر وجعلها مصدراً ترويحياً ورئيسياً للمياه. وبين في تصريحه للصحفيين أن الهيئة انطلقت من تبنيها لهذا المشروع الأكبر من نوعه في المنطقة، من منطلق الأهمية الكبيرة والقيمة الاستراتيجية لوادي حنيفة الذي يمثل رئة مدينة الرياض ومصرف المياه الأكبر في نطاقها الحضري. مشيراً إلى أن الوادي عانى خلال فترات ماضية من تدني المستوى الحضري له، وتنتشر فيه أنشطة واستعمالات غير ملائمة لطبيعته. اختلال في التوازن الطبيعي وأوضح آل الشيخ أنه مع الازدهار الحضري الذي شهدته مدينة الرياض خلال العقود الماضية، فقد واكب هذا النمو العمراني والاقتصادي المتسارع لمدينة الرياض، مع غياب التنظيمات المناسبة لحماية الوادي، نشوء ظواهر سلبية أخذت في التراكم على وادي حنيفة، تركزَت بشكل أكبر في الأجزاء المحاذية لعمران المدينة، وتمثّل في عدة مظاهر، أبرزها: اختلال مناسيب المياه في الوادي، وتكوّن الحفر في جوانبه، وتوسع الأحياء السكنية في شعابه دون اعتبار لمناسيب الوادي، ونظام جريان الماء فيه، فضلاً عن تراكم المخلفات والنفايات في أرجائه، وظهور عدد من الأنشطة الصناعية الملوثة لمياهه كالمدابغ والمسالخ، الأمر الذي تسبب في انتشار مخلفات المحروقات والمواد "الهيدروكربونية" في الوادي كما أن تراكم هذه المظاهر السلبية، أدى إلى اختلال النظام المائي للوادي، واستنزاف موارد المياه الأرضية من جهة، وتلوّثها من جهة أخرى، وتكوّن المستنقعات والبرك الآسنة والبحيرات "عالية السمَية" وارتفاع منسوب المياه السطحية، في الوقت الذي شهدت فيه الحياة الفطرية في الوادي اندثاراً تدريجياً، وتناقصاً في البيئة الحيوانية، وانحسار الغطاء النباتي الطبيعي الملائم لبيئة الوادي، وتقلّص النشاط الزراعي. التطوير عبر مبدأ الحماية وبيّن عضو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض رئيس مركز المشاريع والتخطيط بالهيئة أن الهيئة بادرت إلى تبني جملة من الإجراءات والتنظيمات التي تهدف إلى إيقاف المصادر الرئيسية للتدهور في بيئة وادي حنيفة، لوقف عملية التدهور المتواصلة منذ عقود، تمهيداً للبدء بتأهيل الوادي، وإطلاق برامج التطوير المختلفة. وقال إن الهيئة بدأت إجراءاتها لوقف التدهور في الوادي بإقرار مبدأ "الحماية البيئية" للوادي، واعتبار محيطه محمية بيئية، ومنطقة تطوير خاصة تحت إشراف الهيئة، أتبعتها بإجراءات تنفيذية شملت: نقل الكسارات والمصانع إلى مواقع بديلة خارج الوادي، ووقف أنشطة نقل التربة من الوادي، وتنظيم حملات تنظيف متكررة لأجزاء الوادي المتداخلة مع عمران المدينة، جرى خلالها تنظيف وإزالة المخلفات مما مساحته 10 ملايين متر مربع، وإزالة نحو نصف مليون طن من النفايات ومخلفات البناء ". خطة إستراتيجية شاملة ولكون إعادة تكوين الوادي جغرافياً وطبيعياً وبيئياً، يتطلب خطة إستراتيجية شاملة ذكر المهندس عبداللطيف آل الشيخ أن الهيئة العليا توّجت عنايتها بالوادي بوضع "المخطط الشامل لتطوير وادي حنيفة" ليكون بمثابة الأساس الذي ستُبنى عليه بقية المشاريع التطويرية التنفيذية الحكومية والاستثمارية. وكان من عناصرها إطلاق مشروع التأهيل البيئي لوادي حنيفة، الذي سيمثل الأساس الذي تُبنى عليه بقية المشاريع التطويرية التنفيذية الحكومية والاستثمارية التي تضمنتها الخطة الإستراتيجية الشاملة للوادي. هذا وقد شهد الحفل حضوراً كبيراً من عدد من المسؤولين حيث حضر الحفل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، وصاحب السمو الأمير الدكتور عبدالعزيز بن محمد بن عياف آل مقرن أمين منطقة الرياض، وصاحب السمو الأمير أحمد بن عبدالله بن عبدالرحمن محافظ الدرعية، وصاحب السمو الأمير بندر بن سعود بن محمد الأمين العام للهيئة السعودية للحياة الفطرية، وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن ناصر وكيل الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز المستشار الخاص لسمو أمير منطقة الرياض، وصاحب السمو الملكي الأمير بندر بن سلمان بن عبدالعزيز، وعدد من أصحاب المعالي وكبار المسؤولين. أمير الرياض يستمع لشرح من المهندس آل الشيخ عن عناصر المشروع سموه يطلع على احدى البحيرات المعالجة وسط وادي حنيفة مجسم يتوسط بحيرة في بطن الوادي بعد تدشين المشروع جانب من أعمال التأهيل بوادي حنيفة قناة مياه دائمة الجريان تتوسط وادي حنيفة شلالات المياه المعالجة تتدفق من أحد أشهر أودية المملكة بعد تطويره الوادي عاد أكثر جمالاً بعد أعمال تأهيل وتطوير دامت سنوات