قالت المعارضة في قرغيزستان امس إنها سيطرت على الحكم وحلت البرلمان في الدولة الفقيرة ذات الأهمية الاستراتيجية التي تقع بآسيا الوسطى بعد أن أجبرت احتجاجات عنيفة الرئيس كرمان بك باقييف على الفرار من العاصمة بشكيك. واعلنت رئيسة الحكومة الانتقالية في قرغيزستان روزا اوتونباييفا الخميس، غداة اطاحة المعارضة بالرئيس كرمان بك باكييف وتعيينها في هذا المنصب، ان الرئيس يحاول الالتحاق بانصاره في جنوب البلاد ويرفض الاستقالة.وقالت اوتونباييفا خلال مؤتمر صحافي ان "الرئيس يحاول رص صفوف ناخبيه في الجنوب للاستمرار في الدفاع عن موقعه".واضافت وزيرة الخارجية السابقة "ولكن المعارضة تصر على ان يقدم استقالته"، مؤكدة انه "بحسب معلوماتنا فهو موجود في جلال اباد" مسقط رأسه في جنوب البلاد. وقالت أوتونباييفا وزيرة الخارجية السابقة لرويترز قبل ساعات من الإدلاء بتصريحات للصحفيين في مبنى البرلمان "لدينا الان حكومة موقتة قائمة وانا رئيستها."وأضافت أن الحكومة ستظل "لمدة نصف عام سنضع خلالها مسودة الدستور ونهيئ الظروف لاجراء انتخابات (رئاسية) حرة ونزيهة."وكانت الانتفاضة التي امتدت الى بشكيك الأربعاء بعد يوم من بدئها في احدى البلدات بالأقاليم قد تفجرت نتيجة الاستياء من الفساد والمحسوبية وارتفاع الأسعار في البلاد التي يعيش ثلث سكانها البالغ عددهم 5.3 ملايين نسمة تحت خط الفقر.وقالت اوتونباييفا إن الحكومة الجديدة ستلتزم باتفاق يسمح باستمرار عمل القاعدة الأمريكية. وأضافت "سيظل الوضع الراهن قائما. ما زال لدينا بعض الأسئلة بهذا الشأن. امنحونا وقتا وسنستمع الى كل الأطراف ونحل كل شيء."وقالت زعيمة المعارضة إن البلاد بالكامل تحت سيطرة الحكومة الموقتة باستثناء أوش وجلال اباد. وأضافت أن القوات المسلحة وحرس الحدود يدعمان الحكومة الجديدة.ولم يتسن الوصول الى المتحدثين باسم الرئيس للتعقيب.وقال مراسل لرويترز إنه في وسط أوش اشتبك مئات من أنصار باقييف مع معارضين لنظامه. وسيطر معارضون لباقييف على مبنى الحكومة.وفي واشنطن قال المتحدث باسم وزارة الخارجية بي.جيه كراولي إن العمليات في قاعدة ماناس التي زارها قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال ديفيد بتريوس الشهر الماضي لم تتأثر فيما يبدو.وقالت المعارضة إن 100 على الأقل قتلوا امس فيما قال مسؤول في وزارة الصحة ان عدد القتلى في بشكيك ارتفع الى 75 قتيلا على الاقل والجرحى لاكثر من ألف بعد الاشتباكات التي شهدتها العاصمة. وقال "لدينا في بشكيك 75 قتيلا وأكثر من الف جريح."ولا تزال النيران مشتعلة في المتاجر بعد ليلة من النهب بوسط بشكيك. وركض الناس في الشوارع حاملين أجهزة كمبيوتر ومعدات مكتبية وبصق محتجون على صورة لباقييف على سجادة كبيرة كانت مدلاة من مبنى الحكومة.وقالت وزارة الخارجية في الصين التي لها حدود مشتركة مع قرغيزستان إنها يساورها "قلق عميق" بسبب الاضطرابات.وقالت جيانغ يو المتحدثة باسم الوزارة في بيان على موقع الوزارة على الإنترنت "عودة الأوضاع في قرغيزستان الى طبيعتها في أقرب وقت ممكن من مصلحة الشعب القرغيزي وايضا في مصلحة السلام والاستقرار بالمنطقة."وكان رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين قد دعا في وقت سابق الى الهدوء ونفى أن تكون لموسكو يد في الاشتباكات. (اعتراف روسي بالحكومة الجديدة) قال متحدث باسم رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين إن رئيس الوزراء تحدث هاتفيا امس مع زعيمة قرغيزستان الموقتة روزا اوتونباييفا بصفتها رئيسة للحكومة الجديدة.وقال ديمتري بسكوف المتحدث باسم بوتين "من المهم أن المحادثة أجريت معها بوصفها رئيسة لحكومة الثقة الوطنية."وأضاف "اوتونباييفا قالت إنها مسيطرة على الوضع تماما في البلاد." وقال المتحدث إنها أبلغت بوتين ايضا بأن قرغيزستان في وضع اقتصادي صعب وبحاجة الى المزيد من المساعدة. واعلن رئيس اركان الجيش الروسي نيوكولاي ماكاروف ان بلاده ارسلت نحو 150 مظليا الى قاعدتها العسكرية في قرغيزستان غداة الاضطرابات العنيفة التي شهدها هذا البلد.ونقلت وكالات الانباء الروسية عن ماكاروف ان بلاده ارسلت هذه التعزيزات الى قاعدة "كانت" قرب العاصمة بشكيك لحماية عائلات الجنود الروس هناك.وقال "ان الرئيس (ديمتري) مدفيديف قرر ارسال وحدتين من المظليين تضمان 150 رجلا الى كانت".وكان عمر بك تيكيباييف احد قادة المعارضة اعلن في وقت سابق في بشكيك ان اوتونباييفا اجرت مكالمة هاتفية مع بوتين.واوضح تيكيباييف ان بوتين اكد خلال المكالمة انه "يدعم سياسات حكومة قرغيزستان الانتقالية". (موفد دولي) اعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الخميس انه يعتزم ارسال موفد خاص الى قرغيزستان وقال بان للصحافيين "سوف ارسل بشكل عاجل (الدبلوماسي السلوفاكي) يان كوبيس موفدا خاصا"، مضيفا ان الاخير "سيكون في قرغيزستان غدا" (الجمعة). من جانبه طالب وزير الخارجية الألماني، جيدو فيسترفيله،، بوضع حد للعنف في قرغيزستان. وقال فيسترفيله في بيان نشر في برلين الخميس: "أدعو المسؤولين لبذل مابوسعهم من جهد لوقف العنف وسيل الدماء وأعمال السلب والنهب".وأعرب الوزير الألماني، الذي يرأس الحزب الديمقراطي الحر، عن صدمته ازاء العدد الكبير منم القتلى الذين فقدوا حياتهم في الاضطرابات الأخيرة التي تشهدها البلاد.وشدد فيسترفيله على ضرورة عودة الأمن والاستقرار إلى قرغيزستان " في أسرع وقت ممكن". آثار التخريب في قاعة البرلمان (رويترز)