على غرار العديد من القراء احتفت السفارة البريطانية بساعة الأرض في الأسبوع الماضي وذلك بإطفاء الأنوار لمدة ساعة، كما أطفأت المدن السعودية أضواءها يوم السبت لمدة ساعة بمبادرة من وسائل الإعلام ودعم من الطلاب والمسؤولين الحكوميين والشركات، وقد انضمت هذه المدن إلى البلدان والمدن الاخرى في جميع أنحاء العالم، من ريو إلى الرياض الى روالبندي. لقد شاركنا بهذا الاحتفاء انطلاقا من اعتقادنا بمسؤوليتنا تجاه استخدام موارد الأرض بطريقة مسؤولة، إن الطبيعة على كوكبنا هي إرثنا لأطفالنا، إلا انه يتعين علينا أن نعترف بأن الاحتفاء بساعة الأرض يبعث برسالة خاطئة حول التغير المناخي. إن اتخاذ اجراءات التعامل مع التغير المناخي لا ينبغي أن ينحصر بأن نمتلك او نعمل ما هو أقل ، سواء كان ذلك في الإنارة والتكييف أو السفر، بل إن اتخاذ إجراءات التعامل مع التغير المناخي ينبغي أن تكون حول العمل بطريقة أكثر ذكاء، والحد من تأثير حياتنا على البيئة. والخبر السار هو أن المملكة العربية السعودية بدأت العمل بالفعل في هذا الصدد. هناك الكثير مما يمكننا القيام به لاستخدام الطاقة بشكل أكثر فعالية. إن البرنامج الوطني لفعالية الطاقة الذي تقوده مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية يعمل بالفعل وفقا لجدول الأعمال هذا. لقد كتبت من قبل حول إمكانات الطاقة الشمسية وأنها ستكون هامة بالنسبة للاقتصاد السعودي في القرن الواحد والعشرين تماما مثلما كان النفط مهماً في القرن العشرين، وهناك الآن ثلاثة برامج ابحاث رئيسة تعمل في مجال الطاقة الشمسية بالاضافة الى محطة تحلية المياه التجريبية في الخفجي، وقد علمت أن هناك مقترحات قيد المناقشة لوضع إستراتيجية وطنية للطاقة المتجددة، وتدرس أرامكو تعزيز استخدام تقنية استخراج النفط لضخ ثاني أكسيد الكربون في حقول النفط بهدف الحد من غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي وزيادة كمية النفط التي يمكن استخراجها. تهتم المملكة العربية السعودية بجميع هذه الانشطة نظرا للتحدي الإستراتيجي الذي تواجهه من جراء ارتفاع الطلب المحلي على النفط. وفي حال استمرار المعدل الحالي من الاستهلاك المحلي للطاقة، فإن المملكة العربية السعودية سوف تستهلك (5) ملايين برميل من النفط يوميا بحلول عام 2030. وبدلا من بيع هذه الكمية الهائلة يوميا في السوق الدولية (السعر الحالي هو حوالي 80 دولارا للبرميل) سوف يتم استخدامها داخل المملكة لقاء عائد ضئيل جدا، وحسب الاسعار الحالية تصل عائدات هذا المبلغ الى 400 مليون دولار في اليوم، وسوف تخسرها المملكة نتيجة استهلاك النفط داخليا، أي 146 بليون دولار سنويا. لو كان بوسعي تقديم توصية لصناع السياسة، لقلت إن السعودية بحاجة إلى تنفيذ استراتيجية وطنية للطاقة المتجددة عاجلا وليس آجلا، وأنني أجتمع بصورة منتظمة مع رجال أعمال أوروبيين متحمسين للاستثمار في صناعة الطاقة المتجددة في المملكة العربية السعودية. هناك إمكانات ضخمة للاستثمارالأجنبي تنتظر وضع إطار السياسة العامة بهذا الصدد. إن الطاقة الشمسية على وجه الخصوص تستطيع تزويد المملكة العربية السعودية باحتياجاتها من الطاقة وبما يكفي للتصدير المربح إلى بقية العالم. إنني واقعي. فالسعوديون ليسوا على وشك تبديل سياراتهم الكبيرة ذات الدفع الرباعي بسيارات أوروبية أصغر. وفي ذروة الحر في فصل الصيف في المملكة يصبح العيش بدون مكيف الهواء أمرا مستحيلا، ولكن رسالتي هي أنه ما لم تتخذ الإجراءات اللازمة، فسوف يمتص الطلب على الطاقة المحلية كميات هائلة من النفط في المملكة. إن استخدام تكنولوجيا الطاقة الشمسية وتدابير فعالة لاستخدام الطاقة في المملكة من شأنه أن يوفر المزيد من النفط للبيع دوليا ويكون أكثر ربحية؛ إن المسألة ليست مسألة أن نعيش بمستوى أقل، بل هي مسألة العيش بطريقة أكثر ذكاء. السفير البريطاني